بعد أيام فقط على انتهاء حرب عام 1967، طلبت القيادة الإسرائيلية من الجنرال رحبعام زئيفي، الذي شغل منصب وزير السياحة قبل اغتياله على يد مجموعة من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» عام 2001، إعداد «خطة سياسية تتعلق بمستقبل الأراضي المحتلة». وبعد ثلاثة أيام فقط من تكليفه المهمة، قدّم زئيفي (وهو أبو فكرة ترحيل الفلسطينيين، وأحد أكثر المتطرفين اليهود) خطته التي بقيت سرية، حتى كشفت صحيفة «هآرتس» عنها، أمس. تضمّنت خطة زئيفي إقامة دولة فلسطينية شمال الضفة الغربية، تضم قرى المثلّث تحت اسم «دولة إسماعيل». ووفقاً للخطة، ستضم هذه الدولة 623 ألف نسمة، فيما سيُضَم سكان القدس والخليل، البالغ عددهم في ذلك الوقت 260 ألف نسمة، إلى دولة إسرائيل. ونقلت وكالة «معا» عن الصحيفة إشارتها إلى أن الخطة المذكورة، الواقعة في 4 صفحات، التي بقيت حبيسة أرشيف الجيش، «لا يمكن وصفها بخطة سلام حمائمية تضمن الاعتراف بالحقوق الوطنية للفلسطينيين». وحملت وثيقة زئيفي، التي قُدمت لرئيس الأركان في حينه، إسحاق رابين، تحت عنوان «اقتراح تسوية سياسية في الضفة الغربية». وأكد معدّها أنّ الاقتراحات الواردة فيها جاءت «بناءً على المناقشات التي جرت خلال الأيام الماضية، وتنفيذاً للمهمة التي كلّفتُ إياها»، مشيراً إلى أن خطته لا تشمل اقتراحات لمعالجة موضوع قطاع غزة «الذي سيُبحث أمره منفرداً».وكان زئيفي يشغل في تلك الأيام منصب نائب رئيس قسم العمليات في رئاسة الأركان الإسرائيلية الذي كان يتولى قيادته في حينه عيزر وايزمن. ووفقاً لطبيعة منصبه، كان الجنرال المتطرف مسؤولاً عن اتصالات وعلاقات الجيش بجهاز «الموساد» وأجهزة أمنية أخرى مسؤولة عن تجنيد الدعم العسكري والعلاقات الخارجية لإسرائيل مع دول الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي المسؤوليات التي أدت إلى تلزيم زئيفي مهمة إعداد الخطة المذكورة.
وجاء في تفصيل الاقتراح أنه «يجب إقامة دولة عربية مستقلة على جزء من الضفة الغربية، تكون مرتبطة بإسرائيل باتفاقية تضمن حقوق الطرفين، على أن تحمل اسم دولة إسماعيل بدل دولة فلسطين حتى لا نفتح شهيتها ونضخّم من شأن تمثيلها». وتحت بند «التنفيذ»، كتب زئيفي في وثيقته أن «سرعة اتخاذ القرار وتنفيذ هذه الخطة حتى قبل إتمام التحضيرات الإدارية والتنظيمية، هو أمر بالغ الأهمية للأسباب الآتية: يجب استغلال فرصة الزعامة العربية المحلية التي لا تزال تحت تأثير صدمة الهزيمة». ويتابع أنه «قبل أن تتغير الأوضاع على يد دمشق والقاهرة، يجب استباق أي موقف للقوى العظمى في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، وتجدر ملاحظة مشاعر الكراهية والعداء التي قد تتطور تحت الاحتلال». وجرت مناقشة الخطة في جلسة أمنية عقدت في 12/6/1967، حيث خرج المجتمعون بنتيجة أن على إسرائيل دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح، على أن تكون البلدة القديمة من القدس مدينة مفتوحة.
(الأخبار)