سرّبت صحيفة «هآرتس» معلومات ادّعت أنها مستقاة من محاضر اجتماعات لمنظّمي «أسطول الحرية» للتأكيد أن الحكومة التركية دعمت الأسطول، وذلك بموازاة قرب وصول قافلة «شريان الحياة 5» إلى قطاع غزةنشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، تقريراً من شأنه زيادة حدة التوتر الذي لم تندمل آثاره بعد بين إسرائيل وتركيا، منذ الجريمة التي أودت بحياة 9 مواطنين أتراك في المياه الدولية، قبالة شواطئ غزة في 31 أيار الماضي. تقرير «يتهم» حكومة رجب طيب أردوغان بدعم «أسطول الحرية»، وذلك على وقع قرب وصول قافلة «شريان الحياة 5» برّاً من مصر إلى غزة.
وقالت «هآرتس» إنها حصلت على معلومات مستقاة من محاضر اجتماعات منظمي «أسطول الحرية» بعد مصادرة أجهزة الكومبيوتر المحمولة الخاصة بهم إثر تعرضهم للعدوان الإسرائيلي. وبحسب الصحيفة، فإنّ أردوغان وكبار المسؤولين في حكومته عبروا عن دعمهم لمنظمي الحملة، حتى أنهم عرضوا عليهم المساعدة.
وجاء في تقرير الصحيفة أن هذه المعلومات وصلت إليها من محضر لقاء محفوظ في حاسوب الناشطة في منظمة «غزة الحرة» إيفا ياسيفيتش، عن اجتماع كان قد عُقد في إسطنبول، قبل إبحار الأسطول بأسبوعين، وتحديداً في 16 أيار، ورد فيه أن منظمي الحملة تلقّوا في الأيام الأخيرة دعماً مباشراً من أردوغان ومن وزراء آخرين في حكومته.
وشارك في اللقاء المذكور قادة ست منظمات شاركت في تنظيم الحملة، وجميع هذه الوثائق «تشير إلى استعدادات دقيقة وطويلة سبقت الإبحار بشهور، وشملت سيناريوهات مختلفة، من بينها محاولات إنزال عسكري إسرائيلي على السفن. وفي هذه الحالة، طُرح إمكان وضع عراقيل على متن السفينة بطريقة تجعل عملية الإنزال خطيرة».
أما بشأن الدفاع عن السفن، فقد كُتب في المحضر أن «قادة السفن يعتقدون أن ذلك غير ممكن على المستوى العملي». وورد فيه أنّ الهدف من الحملة هو حقوق الإنسان والشعب الفلسطيني، وليس مجرد نقل مواد إغاثية إلى قطاع غزة. وعليه، فإن المشاركين يرفضون أن تنقل المواد عن طريق معبر بيت حانون البري.
ومما جاء في الصحيفة العبرية أنه جرى ضبط وثيقة هي عبارة عن مسودة داخلية لمنظمة «غزة الحرة»، كتبت في آذار 2010، وتشرح الاستعدادات لحملة أسطول الحرية والسيناريوهات المختلفة للمواجهات مع جيش الاحتلال، على قاعدة أن «الهدف هو جذب اهتمام الإعلام للطابع الإجرامي للحصار المفروض على قطاع غزة، ودفع الحكومات إلى القيام بخطوات».
على صعيد متصل، قالت «هآرتس» أيضاً إنّ «لجنة تيركل» الإسرائيلية لتقصي الحقائق حول جريمة «أسطول الحرية»، ستصدر في غضون شهر تقريراً مقلَّصاً، سيركز على نواحٍ قليلة في القضية، مثل قانونية الخطوات الإسرائيلية بمنع السفن المتوجهة إلى غزة من الوصول إليها، وطبيعة العملية العسكرية في سفينة «مرمرة» التركية التي أودت بحياة الشهداء الأتراك وإصابة العشرات بجروح، إضافة إلى قانونية الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الفلسطيني.
وسيقدم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي شهادته ثانيةً أمام اللجنة يوم الأحد المقبل، بعدما وافقت اللجنة على أن يقدم هذه الشهادة بسبب رفضه أن يدلي ضباط إسرائيليون بشهادتهم أمامها». وبرّرت «هآرتس» موجبات تقديم التقرير المذكور قريباً بواقع استمرار الضغوط الدولية الكبيرة التي تمارَس على تل أبيب للتحقيق في الجريمة.
في غضون ذلك، كشف مدير ميناء العريش البحري في مصر، اللواء ربان هشام علي الجنايني، أنه جرى تفريغ شحنة السفينة «ستارو فاديس 4»، وهي سفينة الشحن اليونانية التي أقلّت قافلة «شريان الحياة 5»، مشيراً إلى أنه وصل على متنها 30 فرداً غير طاقمها، وتم إنزال 137 شاحنة صغيرة ومتوسطة تحمل مواد طبية وأجهزة. وأوضح المسؤول المصري أن القافلة تنتظر حالياً في ساحة الميناء في انتظار موافقة السلطات على تحركها إلى غزة.
بدوره، لفت المتحدث باسم «شريان الحياة 5» زاهر البيراوي، إلى أن قائد القافلة جورج غالاوي كان يرغب في أن يكون مع القافلة والسماح بدخوله ضمن طاقمها لعشقه لفلسطين. وأضاف «كنا نأمل دخول 17 متضامناً آخرين لم يسمح لهم بالدخول الى الأراضي المصرية رغم أنهم لا يهددون الأمن المصري». ووصل قرابة 306 متضامنين دوليين من قافلة «شريان الحياة 5» إلى العريش من خلال رحلتين جويتين من مطار باسل الأسد في اللاذقية، وهم من 30 دولة، من المنتظر أن يدخلوا مع القافلة إلى غزة عبر معبر رفح البري.
(يو بي آي، الأخبار)