لمّحت إسرائيل إلى رغبتها في مبادرة تركية تجاهها تعيد المياه إلى مجاريها، فيما كانت تركيا تعبّر عن قلقها من إمكان حصول إسرائيل على معلومات استخبارية من حلف الأطلسي

مهدي السيّد
ذكرت صحيفة «زمان» التركية، أمس، أن الإدارة الأميركية طمأنت أنقرة إلى أن الدول غير الأعضاء في حلف شمالي الأطلسي، ومن ضمنها إسرائيل، لن تحصل على المعلومات الاستخبارية التي ترصدها أجهزة الرادار ضمن إطار مشروع الدرع الصاروخية في أوروبا، الذي تدرس تركيا احتمال الانضمام إليه. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطّلعة على فحوى المفاوضات التركية ـــــ الأميركية أن أنقرة سألت المسؤولين الأميركيين عمّا إذا كانت الدول غير الأعضاء في «الأطلسي» ستحصل على المعلومات الاستخبارية التي ترصدها أجهزة الرادار. وقد طمأنت واشنطن الجانب التركي، مؤكدة أن ذلك لن يحصل. وتجري الولايات المتحدة مفاوضات مع أنقرة بشأن انضمامها إلى الدرع الصاروخية، وسط تردد تركي خشية تدهور العلاقات مع إيران التي شهدت تقدماً كبيراً أخيراً على الصعيدين الاقتصادي والأمني. وتعليقاً على الموقف التركي، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الأهداف الحقيقية من مخطط الولايات المتحدة هو إعداد دول حلف الأطلسي لمواجهة تهديدات بالستية من جانب إيران وكوريا الشمالية.
وأضافت أن السكرتير العام لحلف الأطلسي يضغط باتجاه نشر المنظومات الدفاعية الشهر المقبل، فيما تركيا لا تعارض ذلك مبدئياً، بل تطلب أن يقام المشروع لأهداف دفاعية لا هجومية، وهي لا توافق على تعريف إيران والدول المجاورة لها بأنها مصدر تهديد، وخصوصاً أن ذلك يتناقض مع سياسة وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو الذي يتبنّى سياسة تحسين العلاقات مع كل الدول المجاورة لتركيا. على الدفة الإسرائيلية، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، إن تحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا ممكن، بيد أن ذلك يتعلق بمبادرة تركيا. وقال أيالون، في كلمة له في جامعة تل أبيب مساء الأحد، إن إسرائيل طلبت من تركيا عدم المشاركة في أسطول الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، بيد أن تركيا لم تستجب للطلب الإسرائيلي، بل قدمت الدعم إلى الأسطول. وأضاف أيالون أنه إذا توافرت النيّات الصادقة من قبل تركيا لتسوية العلاقات، فإن ذلك أمر قابل للتحقيق، ولكن يجب أن يكون بمبادرة تركيا. ومع ذلك، ذكر أيالون أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه حتى الانتخابات التركية في حزيران، من غير المتوقع أن يحصل أي تغيير في علاقات تركيا مع إسرائيل.

ليفني: تركيا سعت إلى منح الشرعية لحركة «حماس»

في هذه الأثناء، دعت لجنة التحقيق الإسرائيلية، الموكل إليها التدقيق في الجوانب القانونية للهجوم الدامي الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية، ركاب السفينة الرئيسية فيه إلى الحضور للإدلاء بشهاداتهم. يُذكر أنه لم يستمع أعضاء اللجنة حتى الساعة إلى أي شهادة لركاب المركب التركي.
وفي السياق، قالت رئيسة «كديما» تسيبي ليفني، في شهادتها أمام لجنة تيركل، إنه في غياب «عملية السلام» وعدم وضوح سياسة إسرائيل في الشأن الفلسطيني، نشأ فراغ سياسي دخلت إليه تركيا، ورأت فيه فرصة خلق استفزاز، ومنح شرعية لحركة «حماس». واتهمت ليفني رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من دون أن تسميه، بالقصور، وحمّلته النتائج التي وصفتها بـ«المدمرة»، مشيرة إلى أن تركيا سعت إلى منح الشرعية لحركة «حماس». وقالت إن هدفها لم يكن إدخال البضائع إلى قطاع غزة، بل كان الهدف عملية سياسية تتناقض مع القرارات الدولية، على حدّ تعبيرها.