أُعلنت، أمس، وفاة حاكم رأس الخيمة، الشيخ صقر بن محمد القاسمي، بعد أشهرٍ طويلة قضاها مع المرض. ويتابع العديد هذا الملف نظراً إلى ما قد تسبّبه خلافة الشيخ من مشاكل.
خاص بالموقع- أعلنت وكالة أنباء الإمارات الرسمية، أمس، وفاة الشيخ صقر القاسمي، حاكم رأس الخيمة منذ عام 1948 وعضو المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة الذي تأسس عام 1971، ويضم أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة التي انضمت إليه بعد عام على تأسيسه.

وكان الشيخ صقر يرقد في المستشفى منذ أشهر بسبب المرض، وشيعت جنازته أمس بعد صلاة العصر. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أنّ ابنه وولي العهد، الشيخ سعود (54 عاماً)، أُعلن حاكماً جديداً لرأس الخيمة، وقدّم المجلس الأعلى لحكام الإمارات دعمه الكامل له. وأعلنت الحكومة فترة حداد رسمي تستمر لمدة أسبوع، تنكّس خلالها الأعلام. وستغلق مكاتب الحكومة المحلية في رأس الخيمة لأسبوع، أمّا تلك التي في إمارات الشارقة والفجيرة وعجمان وأم القيوين فستغلق لثلاثة أيام اعتباراً من اليوم.

وأصبحت رأس الخيمة تحت قيادة الأمير سعود منذ صدور مرسوم إقصاء أخيه الأكبر، غير الشقيق، الشيخ خالد، من ولاية العهد عام 2003. وقام الأخير بحملات لسنوات لاستعادة القيادة، لكن معظم المراقبين يعتقدون أنّ من غير المرجّح أن يحصل على الحكم.

وفي هذا السياق، نشر الشيخ خالد رسالة فيديو على الإنترنت بعيد وفاة والده، مصرّحاً بأنّه هو الحاكم الجديد للإمارة. وقال الشيخ في معرض حديثه: «أما وقد اختاره الله (الشيخ صقر)، فعلينا تحمّل مسؤولياتنا بصفتنا حاكم رأس الخيمة وتحمّل واجبات بلدنا والتزاماته الملقاة على عاتقنا بما يتفق مع القانون والدستور». وأضاف «في الأيام والأسابيع المقبلة سنجتمع بالعائلة والأصدقاء وأعضاء المجلس الأعلى لحكام الإمارات، وسنحدّد جدول أعمال المئة يوم الأولى من قيادتنا القانونية، وسنتابع تنفيذ قرار والدنا».

ويقول الشيخ خالد إنّ في حوزته وثيقة تؤكد تراجع والده عن إقالته وإعادة ولاية العهد إليه. ويتهم الشيخ أخيه، سعود، بتحويل الإمارة إلى «دولة مارقة» و«بوابة» لكي تهرب إيران من العقوبات، نظراً إلى أنّ الإمارة التي تعدّ الأفقر بين «السبع»، والتي يبلغ عديد سكانها 300 ألف نسمة، تتميز بموقع استراتيجي. فهي تطلّ على مضيق هرمز الذي يمر عبره 40 في المئة من نفط العالم الذي يُشحن بحراً. وكذلك، زعم الشيخ أنّ جماعات إسلامية متطرفة تتحصن في الإمارة. وقال في رسالته أمس «تابعنا بقلق شديد ما حدث أخيراً في رأس الخيمة، حيث انحرفت عمّا رسمه والدنا رحمه الله».

وفي سياقٍ متصل، قال مصدر مقرّب من الشيخ خالد في تصريح له إنّ الأخير لم يتمكن من حضور جنازة والده، إذ «منع من مغادرة قصره» برفقة حراسه. وفي استعراض نادر للقوة من قبل الجيش الإماراتي، نُشر أكثر من 20 عربة من عربات الجيش والشرطة، بعضها مزوّدة بالأسلحة الآلية ومدافع المياه، حول قصر الشيخ خالد، فضلاً عن نشر عشرات الجنود في الشوارع المحيطة. وأُغلق مدخل القصر بالأسلاك الشائكة وأكياس الرمل وتحرسه مجموعة من المسلحين يرتدون الجلباب الأبيض التقليدي. ويُذكر أنّ الشيخ خالد أمضى سنوات في الخارج قبل أن يعود أخيراً إلى الإمارات بالرغم من إقامته في إمارة الشارقة المجاورة. وقالت مصادر قريبة منه إنّه عاد إلى قصره في رأس الخيمة أمس.

وقال عضو المجلس الوطني الاتحادي، يوسف عبيد النعيمي، في تصريح له، إنّ عملية انتقال السلطة كانت سلسة، وإنّ قيادة البلاد تدعم هذا الانتقال للسلطة الذي حصل بسلاسة. أمّا الأستاذ في الشؤون السياسية الإماراتية، عبد الخالق عبد الله، فإنّه لا يتوقع أي مشكلات حقيقية، ويعتقد أن المسألة سوّيت. وأضاف أنّ السلطات في أبو ظبي وعلى المستوى الاتحادي لن تسمح بأي إشارة على وجود خلاف أو عدم استقرار. ورأى رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية في دبي، رياض قهوجي، أنّه «ما لم نسمع من رأس الخيمة أي أصوات تدعو إلى عودة الشيخ خالد، فلا يمكن القول إننا نتوقع أي تأزّم في الوضع».