بدت مصر متشائمة حيال عملية السلام رغم الإعلان أن الأولوية الآن لاستئناف التفاوض، فيما تتواصل المؤشرات الإسرائيلية بشأن درس التجميد الجديدأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس، أنه «لا يوجد اختراق في عملية استئناف المحادثات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية»، على خلفية استئناف الاستيطان، مؤكداً دعمه الموقف الفلسطيني. وأضاف «الرئيس المصري حسني مبارك أوفدنا إلى هنا لنعبر عن دعم مصر رئيساً وحكومة وشعباً لعباس وللشعب الفلسطيني، وندين الاستيطان وتصرفات المستوطنين، ونرفضها، ونؤيد الخطوات السياسية من أجل الشعب الفلسطيني». أما عباس، فأكد أن الخيار الأول للقيادة الفلسطينية هو «استئناف مفاوضات السلام، شرط وقف الاستيطان الإسرائيلي»، مشيراً إلى أنه في حال فشلها، «سيطالب الفلسطينيون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية».
وقال عباس «تحدثنا مع الوفد المصري عن الخيارات، أولها العودة إلى المفاوضات. وإذا فشلت، نطلب من الولايات المتحدة وجود الدولة الفلسطينية والاعتراف بها على حدود عام 1967، ثم لدينا خيار مجلس الأمن الدولي. لكن نركز اهتمامنا على المفاوضات ولا يمنع أن نعدّ لخياراتنا».
وتابع عباس «يتحدث (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو عن الأعمال الأحادية الجانب. ماذا يعني بها؟ إذا كان (يعني) خيار التوجه إلى مجلس الأمن، فهذا خيار سيحصل بعد عدة أشهر، لكن إسرائيل تقوم كل يوم بأعمال أحادية الجانب من استيطان واجتياحات وغيرها». وأضاف «نتنياهو يقول إن على الفلسطينيين تلبية التزاماتهم المتعلقة بخارطة الطريق. نحن نتحدى إن كان يوجد التزام واحد لم ننفذه في الاتفاقيات أو خريطة الطريق، ونتحدى إسرائيل إذا نفذت التزاماً واحداً. لكن نحن مصممون على الوصول إلى سلام من خلال المفاوضات وعملية السلام، معتمدين على إرادة شعبنا والمجتمع الدولي».
وقبيل بدء اللقاء، رأى نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح»، جبريل الرجوب، أن زيارة أبو الغيط ورئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان تعدّ «رسالة سياسية إلى القيادة الفلسطينية تؤكد دعم القيادة المصرية».
بعدها، توجه أبو الغيط وسليمان إلى الأردن، للقاء الملك عبد الله الثاني. وقال الأخير إن «إيجاد البيئة الكفيلة باستئناف المفاوضات المباشرة يستدعي وقف جميع الإجراءات الأحادية والاستفزازية التي تهددها، وخصوصاً بناء المستوطنات». وقال بيان للديوان الملكي إن الملك تلقى رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك، تتعلق بآخر التطورات في المنطقة.
في هذا الوقت، أعلنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن نتنياهو «يحاول من خلال محادثات شخصية مع وزراء في حكومته، وأحياناً بصورة عفوية خلال الأسابيع الأخيرة، معرفة مواقفهم من تجميد البناء الاستيطاني، وما إذا كانوا سيؤيدون تمديده». وأوضحت أن «نتنياهو لا يوضح ما إذا كان هو نفسه يؤيد تمديد التجميد أم لا، كما أنه لم يتحدث عن الموضوع مع وزراء معروفين بمواقفهم المتشددة ورفضهم التجميد مثل بيني بيغن وموشيه يعلون».
وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء إلى أن الأخير « يعتزم السفر إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء انتخابات التجديد النصفي للكونغرس».
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)