في ما يمكن تصنيفه بأنه مبررات إسرائيلية للعدوان على قطاع غزة، ذكرت الدولة العبرية أمس أن حركة «حماس» بدأت برسم خرائط تفصيلية لوسط إسرائيل وجنوبها، تمهيداً لقصفهاأعلنت مصادر إسرائيلية أن الجهات الأمنية تعتقد برسم «حماس»، خلال الأشهر القليلة الماضية، خرائط تفصيلية للمنطقة الجنوبية والوسطى في إسرائيل، وتقسيمها إلى مناطق ذات أهمية، بهدف استهدافها بصواريخ بعيدة المدى في حال اندلاع حرب جديدة.
واتهمت الجهات الأمنية «حماس» بالاستعانة بمن سمتهم «المقيمين غير الشرعيين»، أي الذين يدخلون إسرائيل من دون تصاريح، لتحقيق هذا الهدف، حيث يقوم هؤلاء بتحديد الأماكن الحساسة والتقاط الصور وجمع المعلومات عن المواقع الاستراتيجية والقواعد العسكرية، لتكيل بنك أهداف خاص بحماس.
ونقلت المصادر عن ضابط رفيع المستوى في قيادة الجبهة الداخلية، قوله إن «حماس ستقصف وسط إسرائيل بالصواريخ في أي مواجهة مقبلة، بما يحمله هذا التوجه من إمكان إصابة المواقع الحساسة، ما استوجب استعداد الجبهة الداخلية لمواجهة مثل هذا الاحتمال بالتعاون مع المجالس المحلية».
في المقابل، رد المستشار السياسي لرئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، يوسف زرقة، على تصريحات رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق، عاموس يادلين، بعد وصفه «حماس» بالخطر الشديد الذي يجب تبديده، وقال إنه «تعبير عن مواقف أيديولوجية صهيونية قديمة جديدة، بهدف القضاء على الحركة الإسلامية والمقاومة التي تخوضها حماس». وأضاف أن «حماس جادة في المقاومة وليست هامشية، وأنه يستشعر الخطر على الكيان بتنامي المقاومة بقيادة الحركة»، مشدداً على أن ما قاله «يهدف إلى تهيئة الأجواء العالمية والدولية لتقبل عدوان جديد على غزة».
وإلى المصالحة الداخلية، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، خليل الحية، أن حركته «تتطلع لإنجاز المصالحة الفلسطينية باعتبارها خياراً استراتيجياً لا رجعة عنه»، مؤكداً في الوقت نفسه «التمسك بخيار المقاومة».
وقال الحية، خلال المهرجان الذي أقامته حركة الجهاد في غزة، في الذكرى الثالثة والعشرين لانطلاقتها والخامسة عشرة لاغتيال مؤسسها فتحي الشقاقي، إن «يدنا ممدودة للحوار الوطني وللمصالحة الفلسطينية وصدرنا مفتوح وإرادتنا ترنو إلى إنجاز المصالحة».
وطالب الحية حركة «فتح» بأن «تستنهض همتها وقوتها وإرادتها، ليلتقي الصف مع الصف ويلتقي الكف مع الكف، وتلتقي البندقية مع البندقية والإرادة مع الإرادة في وجه العدو الصهيوني». وقال: «لا مجال للبقاء في المراهنة على الأميركيين، ولا على غيرهم، فلنراهن على أنفسنا». وشدد الحية على أن «المصالحة الفلسطينية ليست أمنية وليست خياراً، بل إنها واجبة وضرورة نسعى لها أكثر من ذي قبل لنصد العدوان ونرد على إجراءات العدو الصهيوني»، مشيراً إلى أنه «آن الأوان لأن يعلو صوت المصالحة، ونسأل الله أن تصل المصالحة في أقرب وقت».
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «سما» الإخبارية الفلسطينية المستقلة، أن معظم الفلسطينيين يعتقدون بأن المقاومة قادرة على صد أي عدوان إسرائيلي محتمل على قطاع غزة في حال وقوعه. وقال 66.2 في المئة من المستطلعة آراؤهم إن «المقاومة قادرة على صد أي هجوم محتمل على القطاع»، فيما أعلن 31.7 في المئة منهم أنها غير قادرة على ذلك.
(الأخبار، يو بي آي)