رأى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، أن إسرائيل تنحدر نحو الهاوية وتدفع ثمناً باهظاً للمحافظة على وجودها. فيما نظّم الإيرانيون وبعض المسلمين في العالم مسيرات واحتفالات لمناسبة يوم القدس العالمي، سقط نتيجتها 45 قتيلاً في هجوم انتحاري بباكستان.وفي غضون ذلك، أكد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال حسن فيروزابادي، على هامش مسيرة يوم القدس العالمي، الذي يصادف في آخر يوم جمعة من شهر رمضان كل عام، أن الدخول في حرب نووية ليس ضمن سياسة بلاده، لكنه هدد إسرائيل قائلاً «نأمل أن لا نضطر إلى مهاجمة مفاعل ديمونا النووي في الكيان الصهيوني».
أمّا نجاد، فقد رأى في كلمة ألقاها للمناسبة نفسها في جامعة طهران، أن «الكيان الإسرائيلي ينحدر نحو الهاوية»، مشدداً على أن «شعوب المنطقة قادرة على إزالة النظام الصهيوني من الساحة» الدولية.
وانتقد الرئيس الإيراني المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، التي استؤنفت في واشنطن برعاية أميركية، مشيراً إلى أنها فاشلة وعديمة الفائدة وولدت ميتة. وقال «إن مصير فلسطين يتحدّد من خلال المقاومة لا عبر المفاوضات في العواصم الغربية».
ورأى الرئيس الإيراني أن «المفاوضات المباشرة هدفها إيجاد فرصة للكيان الصهيوني، الذي يعاني مشاكل داخلية»، قائلاً إنّ «هذه المفاوضات لن تنقذ كيان الاحتلال الصهيوني من السقوط والانهيار». وأشار إلى أن «إدارة أوباما تحاول توظيف المفاوضات المباشرة لأغراض انتخابيّة».
ودعا نجاد «الحكام العرب إلى استخلاص الدروس والعبر من 60 عاماً من احتلال فلسطين وعشرين عاماً من المفاوضات مع الصهاينة، وأن يقفوا إلى جانب شعوبهم». وتابع «أودّ أن أقول إن الصهاينة وسادتهم أيضاً أصغر من أن يمسّوا الأمة الإيرانية وحقوقها».
ومن ناحيته، وصف رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، علي لاريجاني، مفاوضات التسوية التي دعا إليها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بأنها «أشبه بحركة مسرحية حيث يقف عدة أشخاص خلف الطاولة ويدّعون أنهم يقومون بعمل لمصلحة المسلمين على سبيل المثال».
وشدد لاريجاني على أن «الشعب الإيراني سيدعم بكل كيانه وبشكل قاطع مصالح الشعب الفلسطيني وحزب الله لبنان».
في هذه الأثناء، تجمّع عشرات آلاف الأشخاص في طهران وعدد من المدن الإيرانية لمناسبة «يوم القدس العالمي»، التي دعا إليها مؤسس الجمهورية الإسلامية، الإمام الخميني عام 1979. وشارك رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله هاشمي رفسنجاني في المسيرة التي أقيمت في طهران.
وعرض التلفزيون مشاهد لجماهير غفيرة تهتف «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا» وقد حملوا لافتات كُتب عليها «القدس لنا» وأعلاما فلسطينية. وقال المعلق التلفزيوني «قريباً إن شاء الله سنذهب للصلاة في القدس».
وطالب «الشعب الإيراني»، في البيان الختامي لمسيرة طهران، بمحاكمة زعماء إسرائيل في محكمة دولية، بسبب الاعتداء على قافلة سفن الحرية المحمّلة بمساعدات إنسانية لأهالي غزة المحاصرين.
أمّا في قطاع غزة، فقد نظّمت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، مسيرة مشتركة، انتقدتا خلالها السلطة الفلسطينية وخيار المفاوضات، ودعتا إلى تصعيد الهجمات المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وهدّد القيادي في «حماس»، إسماعيل الأشقر، خلال المسيرة، باستهداف مسؤولي السلطة، قائلاً «نحذّر سلطة فتح في رام الله و(الرئيس) محمود عباس وفريقه الانهزامي بأن هجمتهم المسعورة على المقاومة في الضفة، واعتقال أبناء حماس وقادتها وأئمة المساجد لن تمر مرور الكرام». وأضاف «يد المقاومة التي وصلت إلى رأس العدو تستطيع أن تصل إلى أذناب الاحتلال».
بدوره، عدّ القيادي في الجهاد الإسلامي، خالد البطش، يوم القدس بأنه «يوم الوحدة الإسلامية في وجه الطائفية والمذهبية».
وفي باحة المسجد الأقصى في القدس المحتلة، احتشد أكثر من 120 ألف مصل، لأداء آخر صلاة جمعة في شهر رمضان، حسبما أعلن متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية. وأوضح المتحدث شموليك بن روبي «على غرار الأسابيع الماضية، نشرت الشرطة ألفي رجل في محيط المساجد. ولم يضطروا إلى التدخل لأن الصلاة تسير بهدوء».
وفي باكستان، قتل 45 شخصاً في هجومين انتحاريين استهدفا الأقليّتين الدينيتين الشيعية والأحمدية. وكان يمكن أن تكون الحصيلة أكبر بكثير لولا وجود الشرطة التي تحمي مكان العبادة الأحمدي في مردان، المدينة الصغيرة في شمال غرب البلاد، على مقربة من معاقل طالبان، إذ فتح عناصر الشرطة النار على مشبوه كان يحاول الدخول عنوة إلى المبنى الذي يصلّي فيه نحو ثلاثين شخصاً.
وفجّر الرجل قنبلته على الرصيف فقتل أحد المارة وجرح أربعة آخرين، كما أعلن قائد الشرطة المحلية وقف خان.
وبعد قليل، فجر انتحاري في كويتا، كبرى مدن مقاطعة بالوشستان في جنوب غرب البلاد، سترته المفخّخة وسط تجمع من الشيعة خلال تظاهرة لمناسبة يوم القدس.
(مهر، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)