عادت الغارات الإسرائيلية لتستهدف أنفاق التهريب في رفح، بينما أكدت حكومة «حماس» اعتقال المدير العام للإسعاف والطوارئ
غزة ــ قيس صفدي
استشهد فلسطينيان يعملان في نفق للتهريب في مدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية مساء السبت (أول من أمس)، في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على أهداف في جنوب قطاع غزة جاءت بعد الهجومين اللذين استهدفا مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية تبنتهما حركة «حماس» الأسبوع الماضي بالتزامن مع إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائليين.
وقالت مصادر محلية وشهود إن غارتين للطيران الحربي الإسرائيلي استهدفتا أنفاقاً للتهريب، وأدتا إلى انهيار أحد الأنفاق في حي السلام شرق مدينة رفح واستشهاد الفلسطينيين خالد عبد الكريم الخطيب (35 عاماً) وسليم محمد الحطاب (20 عاماً) أثناء عملهما داخله، فضلاً عن إصابة آخرين.
وقال المتحدث باسم الخدمات الطبية في غزة، أدهم أبو سلمية، إن أربعة فلسطينيين أصيبوا بجروح ما بين طفيفة إلى متوسطة في الغارات الجوية الإسرائيلية.
وفي مدينة خان يونس المجاورة لرفح في جنوب القطاع، قالت مصادر أمنية ومحلية إن غارة جوية استهدفت أرضاً خالية كانت تستخدمها كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، كموقع تدريب في بلدة خزاعة شرق المدينة.
وزعم متحدث عسكري إسرائيلي أن الغارة الثالثة في بلدة خزاعة استهدفت «نفقاً حفر باتجاه الأراضي الإسرائيلية» لاستخدامه في شنّ هجمات على دوريات عسكرية إسرائيلية وراء السياج الحدودي الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48.
في هذه الأثناء، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية إيهاب الغصين اعتقال المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في غزة الطبيب معاوية حسنين. وأوضح أن التحقيق مستمر مع حسنين، لكن لم تُوجّه أي تهمة له حتى اللحظة، لافتاً إلى أن «حسنين هو مواطن وتم التعامل معه مثل بقية المواطنين وستأخذ التحقيقات معه مجراها الطبيعي».
وكان جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة التي تديرها حركة «حماس»، قد اعتقل حسنين مساء الجمعة الماضي.
وقال عبد الحليم حسنين، شقيق الطبيب المعتقل، إن «قوة من الأمن الداخلي اعتقلت شقيقي من منزله في حي تل الهوا في مدينة غزة عند نحو الساعة العاشرة من مساء يوم الجمعة (الماضي) من دون معرفة الأسباب». وأضاف: «القوة الأمنية فتشت منزل معاوية وصادرت جهازي كمبيوتر وجهازي لاب توب (حاسوب محمول) والأوراق الخاصة بعمله في وزارة الصحة».
وأوضح عبد الحليم أن شقيقه معاوية يتقاضى راتبه من حكومة «حماس» منذ قطع راتبه من السلطة الفلسطينية في رام الله قبل أكثر من عامين.
ويعد الطبيب حسنين مصدراً معتمداً لدى الصحافيين والجهات المعنية في ما يتعلق بضحايا الاعتداءات الإسرائيلية أو الأحداث الداخلية، منذ توليه منصبه في وزارة الصحة قبل نحو عشرة أعوام.