حيفا ــ فراس خطيبويبيّن التقرير وصول مبلغ 50 ألف دولار للدفاع القضائي عن أولمرت. ويشير التقرير إلى أنَّ المليونير النمساوي، يقف وراء تحويل مبلغ 4.5 ملايين دولار إلى الحسابات المصرفية التابعة لنجلي أرييل شارون عمري وغلعاد.
ووفقاً للتقرير فإنَّ هذه المعطيات استخلصتها وحدة التحقيق في قضايا الفساد التي بدأت عملها عام 2003. وقد نقلت خلاصة التحقيق إلى الوحدات المختصة، ومنها النيابة الإسرائيلية العامة مرفقة بتوصية تدعو إلى تقديم شلاف إلى المحاكمة بتهمة دفع رشى. كما يوصي تحقيق الشرطة بتقديم نجليْ شارون للمحاكمة بتهمة الوساطة لتلقي الرشى. ومن المتوقع أن تنشر الصحيفة الإسرائيلية اليوم ملحقاً كاملاً عن القضية وحيثياتها وكيفية تحويل الأموال.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه على مدار السنوات الماضية، رفضت السلطات النمساوية السماح للإسرائيليين بالتحقيق في حيثيات القضية، متذرعةً بعدم وجود أدلّة كافية للتحقيق، إلا أن الإسرائيليين شكّكوا في أنّ هناك «دافعاً آخر» يقف من وراء الرفض النمساوي، ألا هو العلاقات الممتازة بين شلاف والقيادة السياسية النمساوية.
وفي عام 2006، وبعد محاولات إسرائيلية عديدة، استجابت النمسا للطلب الإسرائيلي وعندها بدأ شلاف التهرب من التحقيق. وقالت مصادر نمساوية للصحيفة إنه في صباح أحد الايام، انتظر محققون إسرائيليون إلى جانب شرطي ونائب نمساويين قدوم شلاف للتحقيق، قبل أن يصل أحد محامي شلاف ويبلغهم بأنَّ موكله لا ينوي المجيء للتحقيق.
ويكشف تحقيق «هآرتس» عدداً آخر من القادة الإسرائيليين الذين تلقوا الملايين من شلاف. وقال التحقيق إنَّ شلاف تبرّع بمئات آلاف الدولارات لتمويل الدفاع عن «صديقه الجيّد»، رئيس حركة شاس الحريدية السابق أرييه درعي (الذي تورط بقضايا فساد ودخل السجن). وكان شلاف قد موّل درعي بواسطة تجنيد صديقه، وهو محام سويسري يدعى هانس باومغرينتر. وبحسب المعلومات التي وصلت إلى «هآرتس» فإنَّ عائلة شلاف امتلكت في التسعينيات جمعية تحت اسم «جيسلو» أدارها مكتب «براون أند غولدبرغ» في شارع 59 في نيويورك ونقلت مبالغ مختلفة إلى مؤسسات وأجسام في إسرائيل» ذهب القسم الأكبر منها الى «صندوق الدفاع القانوني» الذي موّل الدفاع عن درعي.
ويشير التقرير إلى أنّ الجمعية نفسها حولت مبلغ 50 ألف دولار تبرعاً لتمويل الدفاع في محاكمة أولمرت في قضية الفواتير الوهمية (عندما كان أولمرت في حزب ليكود). وفي تقرير لمسجّل الجمعيّات الأميركي، أفيد بأن المبلغ حُوّل «لمساندة أهداف يهودية».
ويذكر التقرير أنَّ المحامي نوربيرت شتايغر، الذي كان نائباً للقنصل النمساوي، قدّم في نيسان من عام 2008 شهادةً في المحكمة عن السنوات التي كان فيها عضواً في المجلس الاداري لشركة امتلكت أسهماً في كازينو أريحا. وبحسب شتايغر فإنّ مبالغ وصلت إلى ملايين الدولارات سحبت من الحساب، «لخلق أجواء جيدة تجاه الكازينو».
وتبينّ أيضاً من خلال التحقيق أنه قبل عدة أشهر، أجرى محققو الشرطة تحقيقاً مع موظفي شلاف من ضمن تحقيق الشرطة بقضية وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بعدما تبيّن أنه في شهر آب من عام 2001، نقلت شركة أخشاب تدعى «بليتشك» بملكية شلاف، 650 ألف دولار لشركة قبرصية تدعى «تريسمنو»، أدارها – بحسب الشبهات – ليبرمان الذي شغل منصب وزير البنى التحتية في حكومة شارون.