واصلت صحيفة «هآرتس» الكشف عن علاقة رجل الأعمال النمسويّ، مارتن شلاف، بقادة إسرائيل، وأبرزهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إلى جانب تناولها علاقة شلاف بسيف الإسلام القذافي
حيفا ــ فراس خطيب
نشرت صحيفة «هآرتس» أمس المزيد من التفاصيل عن رجل الأعمال النمسوي، مارتن شلاف، الذي حوَّل ملايينَ الدولارت لشخصياتٍ قياديةٍ إسرائيلية بطرق مختلفة وعبر قنواتٍ غير مباشرة، ولعل أكبرَها كان من نصيب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
وبيّن تقرير «هآرتس» أنَّ علاقة الاثنين وطيدة، وأن شلاف أسهم في تأسيس حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف الذي يقوده ليبرمان.
وبالإضافة إلى علاقته بليبرمان، بيّن التحقيق كيفية تحويل أموال من شلاف لشخصيات إسرائيلية أخرى كانت على علاقة طيّبة بشلاف الذي «أحبّ» التدخل بالسياسية الإسرائيلية وما يدور في أفقها.
وعن العلاقة الوثيقة بين الاثنين، أشار التحقيق الصحافي إلى أنّ شلاف دعا ليبرمان إلى إحدى المناسبات العائلية في أيار الماضي، موضحاً أن ليبرمان كان الوحيد من القياديين الإسرائيليين ممن وُجِّهت إليهم الدعوة.
وجاء في التقرير أنَّ «شلاف استقبل ليبرمان. وزير الخارجية»، مشيراً إلى أنه «على ما يبدو، هو الإسرائيلي الأقرب إلى (قلب) شلاف».
ورأى التقرير أنَّه قبل عدّة أشهر، جلس شلاف مع عددٍ من الأصدقاء وشاركهم في تفاصيل خطّة سياسية يعدّها لليبرمان.
ووفقاً للتحقيق، فإنَّ شلاف قال لهم إنَّه معنيّ «باستغلال علاقاته بالنظام السوري لدفع ـــــ تحت مظلّة روسيّة ـــــ اتفاق سلام بين إسرائيل وعدوتها من الشمال». وقال شلاف لأصدقائه: «هذا الاتفاق سأجلبه لليبرمان، وعليه (أي ليبرمان) أن يأتي لنتنياهو ويقول له: تبنّ هذا الاتفاق أو إنني سأنسحب من الائتلاف الحكومي».
وعن إسهامه في إقامة حزب إسرائيل بيتنا، أشار التحقيق الصحافي إلى أنَّ شلاف أقام محادثات عديدة، وأظهر اهتماماً في الحملة الانتخابية لصديقه ليبرمان.
وفي بداية عام 1999، اقترح شلاف خدماته على ليبرمان في تجنيد شمعون شباس لقائمة «إسرائيل بيتنا». وساعد شلاف ليبرمان في تجنيد كفالات بمليون دولار من بنك نمسوي لتساعد حزب «إسرائيل بيتنا» في نيل اعتماد بمبلغ مشابه من بنك إسرائيلي.
وقال رجل مقرّب من شلاف للصحيفة إن هذين الأمرين فعلهما شلاف وأبلغهما لليبرمان بواسطة مكالمة هاتفية قال فيها: «تحدثت إلى بوبي، وهو خرج من مكانه في فيينا. تحدث مع الموظف في مصرفك، وقل له إنك تلقيت تصريحاً بأنه خرج يوم الجمعة (على ما يبدو الكفالة)»
وبوبي هو روبيرت نوفيكوبسكي، رجل أعمال نمسوي مقرّب جداً من شلاف. وقد ظهر نوفيكوبسكي أكثر من مرة في تحقيقات صحافية عن صفقات بين الشرق والغرب.

شلاف أراد استغلال علاقاته بالنظام السوري لتحقيق اتفاق سلام مع إسرائيل

وأوضح التقرير أن الأموال التي وصلت إلى «إسرائيل بيتنا» خرجت من بنك نمسوي يدعى «ERSTE» والكفالة على المبلغ أعطيت بواسطة «يوريميكس»، وحوالة لمليون دولار كُشف عنها من خلال تقرير مراقب الدولة وتدحرجت نحو تحقيق الشرطة الذي تبين فيه حسب الشبهات أنَّ شلاف ذاته وقف من وراء الكفالة واستعمل نوفيكوبسكي.
ويشير التقرير إلى علاقات شلاف مع سيف الإسلام القذافي، وكان حاضراً عندما احتفل الأخير بعيد ميلاده السابع والثلاين في فندق فخم في الجبل الأسود. وقبل عدة أسابيع، قطع شلاف رحلة استجمام عائلية في سردينيا وسافر إلى طربلس وعاد إلى النمسا مع المصوّر الإسرائيلي ريفيرم حداد، الذي اعتقل على أيدي الليبيين لاتهامه بأنّه عميل للموساد.
وكان ليبرمان بانتظار الاثنين في فيينا. ويدعي التحقيق الصحافي أن شلاف توسّط بين ليبرمان والقذافي الابن في ما يتعلق بقضية الأسطول الليبي لكسر الحصار عن غزة. وبعدما تغيّر مسار السفينة الليبية إلى مصر، امتدح ليبرمان شلاف في مكالمات مغلقة، وقال إن وقف الاسطول جرى بفضل رجل الأعمال النمسوي.