ظهرت أولى ترجمات كذبة انسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق، وما رافقها من مصطلحات خادعة روّجتها الادارة الأميركية عن تغيير مهمة قواتها الخمسين ألفاً الباقين من الجنود على أرض الرافدين حتى نهاية عام 2011. فرغم أنّ مهمة القوات الأميركية باتت رسمياً محصورة، منذ مطلع أيلول الجاري، بتدريب القوات العراقية وحماية المصالح الأميركية ومساعدة الجيش الوطني في حالات الطوارئ، فقد ارتكبت أمس، مجزرة في الفلوجة، راح ضحيتها ثمانية عراقيين على الأقل، إضافة إلى إصابة أربعة آخرين بجروح، وذلك بمساعدة من القوات العراقية.وكشف قائد شرطة الفلوجة العميد فيصل العيساوي أنّ ضحايا المجزرة الأميركية هم امرأتان وطفلان وأربعة رجال، أحدهم عقيد في الجيش السابق.
واتهم العيساوي «القوات الأميركية بقتلهم في منطقة جبيل وسط الفلوجة وأخذ جثث الرجال الأربعة» معها. وتابع «تسلمنا أمراً بتفتيش ومداهمة خمسة منازل في منطقة جبيل، وأثناء العمليات، قتل الأميركيون الأشخاص الثمانية».
بدوره، اقتصر تعليق الجيش الأميركي على بيان رسمي مقتضب، وكلام آخر للضابط روب فيليبس، جاء فيه: «كنا في عملية مشتركة مع القوات الأمنية العراقية برفقة مستشارين في الجيش الأميركي بحثاً عن مسؤول بارز في القاعدة متهم بشن هجمات كبيرة في المنطقة». وتابع الضابط «كانت القوات العراقية في طليعة العملية مزوّدة بمذكرة توقيف صادرة عن قاض عراقي وكنا نقدم لها النصائح».
وفي وقت لاحق، أصدر المجلس المحلي في الفلوجة بياناً يعلن الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، ويطالب بـ«فتح تحقيق في الجريمة الإرهابية»، مطالباً الحكومة العراقية بتقديم اعتذار رسمي سريعاً لأسر الضحايا.
وأوضح ضابط آخر في شرطة الفلوجة برتبة رائد، أنّ القوة المهاجمة «لم تسمح لنا كقوات أمنية محلية بالمشاركة في العملية، حتى إنها منعتنا من الاقتراب من مسرح العمليات»، جازماً بأنّ 3 من القتلى الذكور هم أشقاء أعمارهم 12 و13 و14 عاماً. وأكد الرائد أنّ الشرطة في الفلوجة «منعت القوة المهاجمة من دخول المدينة أول الأمر، لكن برقية جاءت من بغداد أمرت بإفساح المجال أمامها».
على صعيد أمني متصل، قُتل 10 جنود عراقيين، وأصيب عدد آخر بجروح، بانفجار عبوة بحافلة مدنية كانت تقلهم قرب بوابة الشام في مدينة الموصل.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)