غزة ــ قيس صفدي خاص بالموقع- اقتحم مسلحون مجهولون منتجع «كريزي ووتر» السياحي جنوب غرب مدينة غزة، المغلق منذ نحو أسبوعين بقرار من النائب العام في الحكومة المقالة التي تديرها حركة «حماس»، وعاثوا فيه فساداً وأضرموا النار في مرافقه. وقال رئيس مجلس إدارة المنتجع، علاء الدين الأعرج، إن «نحو أربعين شخصاً مسلحين وملثمين اقتحموا المنتجع وأحرقوه مستخدمين البنزين، بعدما قيّدوا الحراس وعصبوا أعينهم وأوسعوهم ضرباً». وأوضح أن «الحريق طال الأجزاء المكلفة من المنتجع، ومنها مبنى الإدارة الذي أتى عليه بالكامل، إضافة إلى المطعم الرئيسي المكون من ثلاث طبقات والكافيتريا».

وأغلقت حكومة «حماس» المنتجع للمرة الأولى الشهر الماضي لمدة ثلاثة أيام، بدعوى تنظيم حفلات مختلطة، قبل أن يقرر النائب العام قبل نحو أسبوعين إغلاقه لمدة 21 يوماً.

وافتتح منتجع «كريزي ووتر» الذي يملكه خمسة مستثمرين مطلع صيف العام الجاري على مساحة عشرة دونمات. وتقيم إدارة المنتجع حفلة موسيقية أسبوعياً على غرار كثير من المرافق السياحية في غزة لجذب الزبائن، في وقت يعاني فيه القطاع السياحي تدهوراً كبيراً بسبب الحصار والأوضاع الداخلية.

وحمّل الأعرج «الحكومة في غزة والنائب العام والشرطة مسؤولية حماية المنتجع المغلق». وقال إن «المشروع السياحي في قطاع غزة مستهدف»، مشيراً إلى أن «بعض العقليات المتطرفة غير مستوعبة للمرونة المطلوبة للمشروع السياحي».

لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس»، إيهاب الغصين، قال إن «التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات هذه الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها»، معتبراً أن «ما حصل هو جريمة جنائية يجري التحقيق فيها، وقرار الإغلاق كان بسبب مخالفات قانونية».

ولاقت جريمة الاعتداء على المنتجع حملة استنكار واسعة من مؤسسات حقوقية وأهلية وفصائل. واستنكر مركز الميزان ومؤسسة الحق لحقوق الإنسان «إحراق المنتجع»، ودعَوَا في بيان مشترك إلى «فتح تحقيق جدي في حادثة إحراق الكريزي ووتر والكشف عن نتائج التحقيق، بما في ذلك هوية المرتكبين والخلفيات التي حرّكتهم وإحالتهم للعدالة»، وطالبا «الحكومة في غزة ببذل جهود جبارة لضمان احترام مبدأ سيادة القانون ومحاسبة كل من يتجاوز القانون سواء كان فرداً أو جماعة».

بدورها، حذرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين من تصاعد هذه «الظاهرة المقلقة»، داعية الحكومة في غزة إلى تحمل مسؤوليتها والكشف عن الجناة وحماية المواطنين وممتلكاتهم.