تلقى إيهود باراك مزيداً من سهام الانتقاد من داخل حزب العمل ومن خارجه، كانت أشدها تلك التي وجهها إليه إيهود أولمرت، ونائبه متان فلنائي، فيما تعمل تسيبي ليفني على لملمة صفوف حزبها
مهدي السيّد
واصل رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت حربه الإعلامية الضروس على وزير الدفاع إيهود باراك، انتقاماً منه للدور الذي أداه الأخير عندما دفع أولمرت إلى الاستقالة من رئاسة الحكومة. واتهم أولمرت باراك بالتردد وبأنه يخيب الآمال، وبالعمل على «إحباط مساع أمنية جريئة» عندما كان وزيراً للدفاع في حكومته، في تلميح إلى تحفظ باراك على الهجوم الذي شنه الطيران الإسرائيلي على المنشأة النووية السورية في دير الزور.
وأضاف أولمرت إلى جعبة اتهاماته القول إن باراك سعى إلى وقف إطلاق النار خلال الحرب على غزة من وراء ظهره. اتهامات أولمرت وردت في الكتاب الذي يعده عن سيرته الذاتية. ووفقاً لصحيفة «هآرتس»، فإن أولمرت كتب أن باراك توجه إلى وزراء خارجية دول أجنبية من وراء ظهره في محاولة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار خلال عملية «الرصاص المصهور» على قطاع غزة.
ونقلت «هآرتس» عن مصادر قرأت مسودة الكتاب قولها إن «باراك قام بأمور لا يمكن استيعابها. فقد أجرى محادثات مع وزراء خارجية أجانب، وأجرى مباحثات في وقف إطلاق النار من دون علم أولمرت أو الحكومة».
في المقابل، وجّه العديد من السياسيين الإسرائيليين انتقادات إلى أولمرت بدعوى أنه كشف أسرار دولة من خلال تصريحاته ضد باراك في الأيام الأخيرة. وفي موازاة الهجوم الذي تعرض له باراك من أولمرت، فوجئ الوسط السياسي في إسرائيل بهجوم على باراك من داخل حزبه، حيث عبّر قياديون في حزب «العمل» في الفترة الأخيرة عن استيائهم من رئيس الحزب (باراك). وشددوا على أنه فشل في مهمته وأنه يجب الاندماج في حزب «كديما» المعارض ودعم رئيسته تسيبي ليفني بالوصول إلى الحكم في الانتخابات المقبلة.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن نائب وزير الدفاع، عضو الكنيست متان فيلنائي، قوله خلال اجتماع في بيت رئيس فرع العمل في مدينة كفار سابا بوسط إسرائيل، إن على الحزب خوض الانتخابات العامة المقبلة في قائمة واحدة مع «كديما»، تكون تركيبتها بنسبة مرشح واحد من «العمل» في مقابل كل مرشحين من «كديما».
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن أقوال فيلنائي تنضم إلى أقوال أعضاء كنيست من العمل، يعارضون باراك، بأن ليفني هي زعيمة معسكر اليسار في إسرائيل، وينبغي دعمها في الانتخابات المقبلة للوصول إلى رئاسة الحكومة.
كذلك ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أن فيلنائي، الذي يُعَدّ من قادة «العمل» الأخيرين الذين لا يزالون يؤيدون باراك، قال خلال الاجتماع أمس إن باراك فشل في إدارة الحزب ومؤسساته.
وفي السياق ذاته، بادرت رئيسة حزب «كديما» تسيبي لفني، إلى إجراء مصالحة داخلية مع الرجل الثاني في الحزب شاؤول موفاز، في محاولة لرأب الصدع الحزبي وتبديد التوتر بينهما، بعد تبادل الاثنين الاتهامات وصولاً إلى القطيعة. وبحسب موقع «يديعوت أحرونوت»، جرى اللقاء بمبادرة من ليفني سعياً منها لرص صفوف «كديما». وتعليقاً على اللقاء، جاء من مكتب موفاز أن ليفني طلبت إجراء اللقاء، وأن الاثنين تحادثا في المواضيع المطروحة على جدول الأعمال السياسي.
من جهة ثانية، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس أنه قرر دخول المعترك السياسي وترشيح نفسه للكنيست في الانتخابات العامة الإسرائيلية المقبلة. وقال إنه ليس نادماً على توصيته بشنّ حرب لبنان الثانية وأنه يؤيد التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين وسوريا.
وعرض حالوتس تصوره السياسي في عدة مجالات، فقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة «معاريف»، إنه في ما يتعلق بالسلام «أريد التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وفي نهاية المطاف يجب أن تكون هناك دولتان للشعبين وتسوية إقليمية واتفاقيات أمنية ونزع سلاح واتفاق بشأن القدس والأماكن المقدسة واللاجئين، وبالإمكان الوصول إلى هذا». وأضاف أنه «يجب إجراء المفاوضات، بما في ذلك حول الحدود في غرف مغلقة، وإن من يحضر اتفاقاً موقعاً للتصديق عليه في إسرائيل سيحظى بتأييد جارف». وتابع: «الأمر نفسه ينطبق على سوريا، وقد نشأت فرصة ويجب استنفادها ولو كان ذلك بسبب أن الحديث يدور حول مشاكل إقليمية أوسع، فسوريا ليست جزءاً من المشكلة فقط، بل هي جزء من الحل أيضاً».
وعلى الرغم من أن حالوتس لم يصرّح إلى أي حزب سينتمي، قالت «معاريف» إنه سينضم إلى حزب «كديما».