مثّلت اجتماعات البرلمان العربي المقرر عقدها في دمشق غداً فرصة لتلاقي وفدي حركة «فتح» و«حماس»، وسط تشكك في قدرة الطرفين على فتح ثغرة في جدار خلافاتهما.واستبق رئيس وفد «فتح» عزام الأحمد وصوله إلى دمشق بتأكيد استعداد حركته والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لأخذ كل الملاحظات من كل الفصائل الفلسطينية، لكن بعد توقيع «حماس» على الورقة المصرية التي أرجئ توقيعها إلى أجل غير مسمى منذ تشرين الأول من العام الماضي.
وقال الأحمد: «إنني أكدت لقيادات حماس من خلال الاتصالات المباشرة، سواء في الضفة الغربية واللقاءات في بيروت، أنّ بالإمكان أخذ الملاحظات من جميع الأطراف ومراعاتها عند التطبيق».
وأوضح أنّ «حركة حماس أُخبرت برفض إدخال أي تعديلات على الورقة المصرية، وأن المطلوب هو توقيعها، فيما التفسيرات والتفاصيل المتعلقة بلجنة الانتخابات المركزية والمنظمة وأجهزة الأمن يُتوافَق عليها بين جميع الأطراف من دون الحاجة إلى توقيع أوراق وملاحق جديدة».
وجاءت تصريحات الأحمد تزامناً مع تعهد عباس أمام وفد من الجالية الفلسطينية في نيويورك بتأليف حكومة وحدة وطنية فوراً في حال توقيع «حماس» الورقة المصرية، يكون من مهماتها توفير مبلغ 4.6 مليارات دولار لإعادة تأهيل غزة، والذهاب فوراً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.
في المقابل، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق، أن لقاء قادة «حماس» مع وفد «فتح» يؤكد رغبة الحركة في المصالحة الفلسطينية التي هي «ليست مجرد خيار سياسي، بل هي قدر الشعب الفلسطيني»، لأن تداعيات الانقسام تقع «في النهاية على الشعب الفلسطيني بكامله، مهما كانت توجهاته».
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، ضرورة «إنجاز التفاهمات الفلسطينية والتفسير المشترك للنقاط المختلف عليها» «بحيث تصبح هذه التفاهمات والورقة المصرية مرجعية لعملية المصالحة»، مشيراً إلى أن ذلك يمثّل «مخرجاً كريماً ومقبولاً لجميع الأطراف».
وأوضح الرشق أن اللقاء بين مشعل والأحمد «كان ثمرة جهد بذله مشعل خلال لقاء مع رئيس جهاز الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان في مكة أثناء تأدية مناسك العمرة أواخر شهر رمضان» في مطلع أيلول. ولفت إلى أن «مشعل حثّ سليمان على عقد لقاء بين حماس وفتح في أي مكان في دمشق أو غزة أو أي مكان آخر».
وفي غزة، رحب رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، خلال خطبة صلاة الجمعة، «باستئناف الجهود إذا كانت جهوداً حقيقية ومخلصة، تهدف إلى تحقيق مصالحة وطنية تقوم أساساً على تحقيق الشراكة السياسة والأمنية». ولفت إلى أن ذلك يجب أن يكون «على أساس إجراء الانتخابات كوسيلة حضارية للتداول السلمي على السلطة، وتأمين المرجعيات القيادية للشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها سياسياً وإدارياً لتضم كل أبناء الشعب الفلسطيني».
وأكد هنية أنه لا يمكن «حماس» أن تكرر «تجارب المصالحات والتوقيعات من دون أن تكون لها ترجمات حقيقية على أرض الواقع».
في غضون ذلك، رحبت «حماس» بإفراج السلطات المصرية عن القيادي في الحركة، محمد دبابيش، الذي اعتقله الأمن المصري الأسبوع الماضي. وأعرب المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، عن أمله أن «تمثل عملية الإفراج عن دبابيش «مدخلاً لإنهاء ملف المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية، وأن تمثل خطوة على طريق تصويب العلاقة بين القاهرة وحركة حماس».
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)