عاد التوتر إلى غزة بعد استشهاد صياد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما هدّدت إسرائيل حركة «حماس» بـ«حرب عنيفة ودموية وقاسية ومعقدة»
غزة ــ قيس صفدي
تعيش غزّة في جوّ من الإعداد لشنّ حرب إسرائيلية جديدة، كان آخرها تهديد قائد كتيبة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال آيزنبرغ، لحركة «حماس» بـ«حرب عنيفة ودموية وقاسية ومعقدة» إذا «اختبرت الصبر الإسرائيلي»، مدّعياً أن الحركة الإسلامية المنفردة بحكم قطاع غزة «ضاعفت قوتها العسكرية منذ انتهاء الحرب الأخيرة قبل نحو عامين».
وقال آيزنبرغ لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن «الجيش يتمتع بقوة تكفيه لتوجيه ضربات قوية وشديدة لحماس وقادتها، من خلال استخدام أسلحة ثقيلة ومتطورة وشرعية». ورأى أن المفاوضات الحالية مع السلطة الفلسطينية «مهددة بالانهيار»، «لأنه فيما نتقدم في المفاوضات، تشعر حماس أنها ليست جزءاً من هذه العملية، ما يؤثر على عملياتها ونشاطها، وخصوصاً أنها لا تعترف بإسرائيل أصلاً. لذلك علينا أن نبقى يقظين ومتنبّهين إلى هذه الحركة».
وتابع آيزنبرغ أنه «إذا اندلعت مواجهات دامية مع حركة حماس، فستكون هذه حرب استقلال إضافية ومركبة، لأن الطرف الآخر سيحاول ضرب الجبهة الداخلية بقوة، لذلك لا بد من أن يكون هناك ضحايا في صفوفنا، ونحن نعرف تماماً كيف نتصرف في مثل هذه الأوضاع». وقال «بعد مرور عامين على الحرب على غزة، نلحظ هدوءاً نسبياً في المنطقة، لكنه مؤقت. لذلك نعدّ حماس الجهة المسؤولة في غزة عن أي خرق، لذلك نردّ على أي هجوم نتعرّض له بطريقتنا دائماً».
وأشار آيزنبرغ إلى أن «حماس استطاعت مضاعفة قوتها التي تعاظمت كثيراً منذ الحرب على غزة، ولا تزال تهرّب الأسلحة إلى القطاع من خلال التعاون مع عدة منظمات إرهابية مثل حزب الله». وأكد أنه «في الحرب المقبلة، قد تتعرض العديد من البلدات الإسرائيلية لهجمات فلسطينية، وهذا ليس سراً. فالحركة لديها قدرة كبيرة، وتستطيع الوصول إلى مناطق بعيدة مثل تل أبيب».
ووصف آيزنبرغ الحرب المرتقبة مع حركة «حماس» بأنها «حرب الاستقلال عام 2010»، مضيفاً «لن ندّخر قوتنا أبداً، وسنبذل الغالي والنفيس من أجل الانتصار».
وتتزامن تهديدات آيزنبرغ مع حالة التوتر والترقّب في غزة منذ نحو شهر، شهدت خلاله عمليات قصف وغارات جوية في مقابل استئناف فصائل مقاومة صغيرة لعمليات إطلاق الصواريخ على بلدات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة.
وشهد قطاع غزة أمس استشهاد الصياد محمد منصور بكر (20 عاماً) بعد إصابته بعيار ناري في الصدر أطلقته عليه الزوارق الحربية الإسرائيلية المنتشرة في عرض البحر قبالة شاطئ شمال القطاع. وشارك المئات في جنازة بكر، وأطلقوا النار في الهواء وهتفوا مرددين الشعارات.
في المقابل، أكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن سفناً تابعة للبحرية أطلقت النار على قارب للصيد بعدما اقترب من نهاية منطقة تسمح فيها إسرائيل، التي تفرض حصاراً على قطاع غزة، للقوارب الفلسطينية بالحركة.
وفي مدينة القدس المحتلة، كثّفت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة والبلدات المحيطة. وقالت مصادر فلسطينية في القدس إن قوات الاحتلال شنّت حملة اعتقالات ليل أول من أمس امتدت حتى صباح أمس، استهدفت نشطاء، بتهمة المشاركة في المواجهات التي شهدتها أحياء المدينة المقدسة وبلداتها.
وأعلنت حركة «فتح» أن من بين المعتقلين القياديَّين في الحركة، مأمون العباسي وهو عضو إقليم القدس وعضو اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد، وعدنان غيث، أمين سر الحركة في سلوان.
وكانت مدينة القدس قد شهدت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، وقعت أعنفها في بلدتي سلوان والعيسوية، وأدت إلى وقوع عدد من الجرحى. وأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق وإغماء إثر تصدّي قوات الاحتلال بقنابل الغاز المسيل للدموع للمسيرة الأسبوعية المناهضة للجدار العازل في قرية المعصرة، في محافظة بيت لحم في الضفة الغربية.
وقال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، محمد بريجية، إن «جنود الاحتلال اعترضوا المسيرة وأطلقوا القنابل الصوتية والغازية السامة، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق وإغماء».