عريقات يعلن تقديم «أفضل» اقتراح فلسطيني لصيغة الاتفاق النهائيعلي حيدر
قدّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية ستبدأ منتصف الشهر الجاري، مشيراً إلى أنه «أجرى في الأسابيع الأخيرة محادثات مع زعماء في العالم بهدف خلق مناخ دولي مريح أكثر للبدء في هذه المحادثات».
ودعا نتنياهو، خلال جلسة الحكومة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبدء بالمحادثات المباشرة «والاستجابة للمجتمع الدولي»، مكرراً شروطه بشأن ما يسميه الترتيبات الأمنية، التي تحفظ أمن إسرائيل.
وشدد نتنياهو على أن أي اتفاق يُتوصل إليه مع الفلسطينيين، ينبغي أن يكون على أساس أمن دولة إسرائيل ومواطنيها، وأنه لا مساومة على ذلك.
وفي ما يتعلق بتجميد البناء في المستوطنات، تحدث نتنياهو عن عدم وجود أي تغيير حتى اللحظة بشأن شروط تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية.
ونفى نتنياهو، في رد على سؤال وجهه القيادي في حزب الليكود سيلفان شالوم، ما قاله كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، عن نقل خطة سلام فلسطينية إليه عبر المبعوث الأميركي جورج ميتشل.
وكان عريقات قد قال، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» نُشرت أمس، إنه قُدِّمت «وثائق رسمية أمام السيناتور ميتشل وسلمناه خرائط وأوراقاً توضح مواقفنا حيال الاتفاق الدائم: الحدود والقدس واللاجئين والمياه والأمن وإنهاء الصراع ونهاية المطالب، لكننا لم نتلق حتى الآن أي رد من الجانب الإسرائيلي»، رافضاً الإفصاح عن تفاصيل الاقتراح الفلسطيني الذي وصفه بأنه «الافضل».
وشدد عريقات على أن الجانب الفلسطيني يريد البدء بمفاوضات مباشرة «لكن الرجل الذي يملك المفاتيح لباب المفاوضات المباشرة هو رئيس وزرائكم بنيامين نتنياهو، وعلى نتنياهو أن ينفذ عدة أمور لتمهيد الطريق». وأوضح أن على نتنياهو «الموافقة على أجندة المفاوضات المباشرة، وهي القدس والحدود واللاجئون وعلى مبدأ الدولتين في حدود 4 حزيران عام 1967 مع مبدأ تبادل أراض، وبالطبع الاستمرار في التعهد بتجميد البناء في المستوطنات، فخلال المفاوضات المباشرة نحن لا نريد رؤية أعمال بناء جديدة في الضفة أو القدس الشرقية، وإذا فعل ذلك وتعهد به فإنه سيعقد لقاءً بينه وبين عباس خلال ساعة».
وأشار عريقات إلى أن الجانبين يجريان محادثات ومفاوضات «منذ 19 عاماً، وهذا لا يمكنه الاستمرار إلى الأبد، وإسرائيل يمكنها التصرف مثل صاحبة البيت تجاه الفلسطينيين، وفي كل مرة يريد رئيسنا الذهاب إلى عمّان يجب عليه الحصول على تصريح من ضباط قيادة التنسيق والارتباط الإسرائيليين».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الإدارة الأميركية كثفت ضغوطها على رئيس السلطة الفلسطينية خشية من أن يمس رفضه البدء بالمحادثات المباشرة، بمكانة الرئيس باراك أوباما ويحبط الفرصة في تحقيق اتفاق تسوية إسرائيلي فلسطيني، في ولايته الأولى.
وأضافت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أدارت الأسبوع الماضي سلسلة من المحادثات مع نظرائها العرب في محاولة لدفع الجامعة العربية إلى تأييد المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وعن ما قالته عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتورة حنان عشراوي، لصحيفة «القدس العربي»، عن ضغوط وتهديدات أميركية يتعرض لها الفلسطينيون إذا لم يدخلوا في مفاوضات مباشرة، رد مصدر في البيت الأبيض لـ«هآرتس» بأن ما قالته عشراوي «ليس صحيحاً»، مشيراً إلى أن أقوالها «تقترب من السخف». وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تشجع ولا تهدد.

القاهرة ترى أن التفاوض المباشر هو الطريق الصحيح لحل النزاع
وكان لافتاً أمس، تصريح المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد بعد اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الإسرائيلي شمعون بيريز في شرم الشيخ. إذ رأى عواد أن «التفاوض المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو الطريق الصحيح لحل النزاع بينهما». وأضاف: «إن أي نزاع بين أي طرفين دوليين لا يحل إلّا بالتفاوض، والتفاوض بطبيعته مباشرة، بحيث ينظر كل طرف في عين خصمه ويفاوضه بالحجة مقابل الحجة».
وقال عواد إن مبارك وبيريز ركّزا في مباحثاتهما على عملية السلام وقرار لجنة المتابعة العربية بمنح الضوء الأخصر لعباس للعودة للمفاوضات المباشرة. ونفى عواد علمه بوجود موعد محدد لبدء المفاوضات المباشرة، مشيراً إلى أن لدى عباس رؤيته للعناصر التي يجب أن تتوافر لخلق الأجواء المواتية لإطلاق هذه المفاوضات.
إلى ذلك، رد رئيس مجلس حزب «كديما» المعارض، حاييم رامون، على اتهام نتنياهو جهات في إسرائيل بالعمل على تخريب عملية السلام ومنع استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، قائلاً إن نتنياهو هو من «يخرب عملية السلام ويحاول الحفاظ على الوضع القائم وعدم التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين».
في السياق نفسه، أكدت مصادر في مكتب رئيسة «كديما» تسيبي ليفني أن حزبها لا يدير عملية سياسية بدلاً من الحكومة المنتخبة، وأن رئيسة الحزب لا تقيم قناة بديلة مع الفلسطينيين. أما بخصوص لقاءات أعضاء كديما، بمن فيهم رامون، مع جهات من السلطة الفلسطينية ممن يعارضون «الإرهاب» ويعملون على دفع تسوية سلمية مع إسرائيل فإنها «ترمي إلى إبقاء الاتصال الناقص اليوم بين الشعبين ودفع التعاون إلى الأمام».