القاهرة تنفي انطلاق القذائف من سيناء... وتلميح إلى مسؤوليّة «الجهاد العالمي»القاهرة ــ الأخبار
تعرّض ميناء إيلات في فلسطين المحتلة، صباح أمس، لهجوم بستة صواريخ، إلّا أن أحدها أخطأ هدفه ليصيب ميناء العقبة الأردني ويوقع قتيلاً وأربعة جرحى. وفيما لمّحت مصادر إسرائيلية، وأكدت أخرى أردنية أنّ مصدر إطلاق الصواريخ شبه جزيرة سيناء، نفت مصادر مصريّة بشدة هذا الأمر. وأكّد مسؤول أمني مصري أنّ «الصواريخ لم تنطلق من سيناء». وقال إن «أيّ عملية إطلاق صواريخ كهذه من سيناء تتطلّب معدات وتجهيزات لوجستية لا يمكن توافرها نظراً إلى أهمية الإجراءات الأمنية في هذه المنطقة»، وتحديداً على طول الحدود.
وفي الواقع، فإن سيناء تبدو جزيرة مغلقة أمنياً، بحيث تسيطر عليها 3 جهات أمنية على الأقل (الاستخبارات وحرس الحدود والشرطة العادية) نظراً إلى حساسية وضع سيناء بعد انسحاب إسرائيل وفق شروط اتفاقية كامب ديفيد، التي تمنع الوجود المصري المسلح، وتكتفي بالقوات ذات الأسلحة الخفيفة.
وهذا ما أكدته مصادر أمنية لوكالة أنباء الشرق الأوسط شبه الرسمية، مشيرةً إلى أنّ «هناك متابعات أمنية مستمرة على طول الحدود من رفح شمالاً حتى طابا جنوباً، إضافةً إلى عدم وجود أيّ عناصر لـ «القاعدة» في مصر». ونفت المصادر أن «يكون قد جرى إطلاق الصواريخ من عناصر فلسطينية أو تخريبية، بحيث إنّ المنطقة مؤمّنة تماماً من الجانب المصري». وقالت «لا يعقل أن تُطلَق صواريخ من سيناء، حيث إنّ عملية الإطلاق يسبقها نقل وتركيب منصات وهذا لم يحدث، كما أنه ليس من المنطقي نقل صواريخ من قطاع غزة إلى سيناء لإطلاقها». ولكن بحسب الشرطة الإسرائيلية، أُطلقت الصواريخ من شبه جزيرة سيناء، غير أن القادة الاسرائيليين تجنبوا ذكر الأمر لعدم إحراج مصر. وقال المسؤول في الشرطة، موشيه كوهين، إن «صاروخين سقطا في البحر، وآخرين على ما يبدو في الأراضي الأردنية، فيما سقط خامس في أرض خلاء شمال مدينة إيلات». وأوضح أن الصواريخ «أُطلقت من الجنوب»، في إشارة إلى شبه جزيرة سيناء الواقعة على مسافة 10 كيلومترات جنوباً.
من جهة ثانية، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً سادساً سقط في سيناء، إضافةً إلى الصواريخ الخمسة التي سقطت في مدينتي إيلات والعقبة. وأشارت إلى أن سقوط أحد الصواريخ الستة في سيناء يعزّز التقديرات بأنها أُطلقت من سيناء. وذكرت تقارير صحافية أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الصواريخ أطلقها مسلحون من تنظيم ينتمي إلى حركة الجهاد العالمي، وينشط في شبه جزيرة سيناء المصرية. كذلك اتهم رئيس بلدية إيلات، مئير اسحق هاليفي «متطرفين إسلاميين يتحركون» في سيناء بإطلاق الصواريخ.
وتعقيباً على إطلاق الصواريخ، قال الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، إنه «توجد معركة حقيقية في الشرق الأوسط بين معسكر السلام الذي يضم الدول (العربية) المعتدلة ومعسكر المتطرفين». وأضاف، خلال تقديمه التعازي إلى عائلات الطيارين الإسرائيليين الذين قُتلو خلال مناورة مشتركة في رومانيا الأسبوع الماضي، «جميعنا، سواء إسرائيل أو الأردن، شركاء في النضال العنيد لاجتثاث الإرهاب، وكلا الشعبين يصليان معاً من أجل نجاح السلام، والبدء بمحادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين».
الجانب الأردني، من جهته، أكّد أن صاروخ «غراد» سقط في شارع رئيسي قرب فندق «انتركونتيننتال» في ميناء العقبة، الذي يبعد 10 كيلومترات عن إيلات. وقال مسؤول أمني إن الصاروخ أدى الى سقوط قتيل وأربعة جرحى جميعهم أردنيون، إضافةً إلى تدمير ثلاث سيارات. وأوضح «توفّي صبحي يوسف العلاونة (51 عاماً) في العقبة جراء الجروح التي أُصيب بها في الهجوم الصاروخي». وتابع «التحقيق أكد أن الصاروخ من نوع غراد، وقد أُطلق من جنوب غرب العقبة من خارج الحدود الأردنية». ودان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، علي العايد، هذا الحادث، وقال في بيان له إن «هذا العمل الإرهابي الإجرامي الذي ذهب ضحيته أبرياء أردنيون مدان بشدة ومستنكر، وهو عمل عبثي لا يخدم إلا الأجندات المشبوهة». وأضاف «الأردن وقف وسيبقى دوماً ضد الإرهاب والإرهابيّين... وسيواصل معركته ضدّ من تلوّثوا بلوثة الإرهاب الحاقد الأعمى».
الصواريخ تتحوّل إلى لغز أمني وسياسي، وخصوصاً بعدما تكرّر إطلاقها الغامض. ففي 22 نيسان أطلق صاروخ على الأقل على العقبة، من دون أن يوقع ضحايا. وفي 2005، أُطلقت صواريخ على سفن حربية أميركية في ميناء العقبة لكنها أخطأت هدفها، ما سبب مقتل جندي أردني، ونُسب الهجوم إلى جماعة على صلة بتنظيم «القاعدة».