strong>رمت مصر، أمس، مسؤولية الهجوم الصاروخي على إيلات على عاتق فصائل فلسطينية في غزة، الأمر الذي رأت فيه «حماس» مبرّراً للهجوم على القطاعجولة جديدة من التصعيد انطلقت بين مصر وحركة «حماس» في ما يتعلق بالصواريخ التي سقطت على مدينتي العقبة الأردنية وإيلات الإسرائيلية، بعدما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مصدر أمني مصري قوله إن «المعلومات الأوّلية التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية تشير إلى وقوف فصائل فلسطينية من قطاع غزة خلف تلك العملية، وهو ما يجري تركيز جهود البحث عليه»، الأمر الذي عدّته الحركة الإسلامية «متناقضاً، ومبرّراً لعدوان جديد على غزة».
وقال المصدر الأمني المصري إنّ بلاده «لن تقبل بأيّ حال من الأحوال أن يستخدم أيّ طرف أراضيها للإضرار بالمصالح المصرية»، وأشار في الوقت نفسه إلى أن «الصواريخ أُطلقت فعلاً من سيناء».
في المقابل، وصفت حركة «حماس» هذا الاتهام بأنّه مجرد «ادعاءات متناقضة»، مشيرةً إلى أن ذلك «مبرّر لشن عدوان إسرائيلي على غزة». وطالب القيادي في الحركة الإسلامية، صلاح البردويل، القيادة المصرية بـ«التحقيق في هذه الادعاءات لكونها تعطي مبرّراً للاحتلال لإدانة مصر وضرب قطاع غزة»، مشيراً إلى أنّ هذه التصريحات «تتناقض مع تصريحات مصرية كانت قد نفت أمس (الثلاثاء) إطلاق أيّ صواريخ من سيناء».
ورأى البردويل أنّ الرواية الإسرائيلية عن إطلاق الصواريخ من سيناء إلى إيلات هي «رواية مفبركة، والمصادر الداخلية الصهيونية تشير إلى تدريبات عسكرية يجريها الجيش الصهيوني في المنطقة». وأضاف «إذا كان المقصود حماس، فالجميع يعلم أنه ليس من استراتيجيتنا أن نستخدم أيّ أراض عربية، لذلك لا يجوز على الإطلاق اتهام حماس أو تشجيع الاحتلال بمثل هذه التصريحات التي يتّخذها مبرّراً للهجوم على قطاع غزة مرة أخرى». وطالب المجتمع الدولي بـ«وضع حد للتصعيد الصهيوني القائم، الذي يخلق له الاحتلال المبرّرات المصطنعة بهدف التغطية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني».
بدوره، قال الناطق باسم الحكومة، طاهر النونو، «نعتقد أنّ هذه القضية بالأساس مفبركة من جانب الاحتلال الإسرائيلي»، مشيراً إلى تضارب الروايات الذي حدث في هذا الصدد. ووصف الاتهام بأنه «غير مهني»، مستغرباً أن يأتي بعد النفي المصري السابق لإطلاق أية صواريخ من قطاع غزة.
وشدد النونو على أن الفصائل الفلسطينية «لا تعمل خارج الأراضي الفلسطينية»، قائلاً «هذه سياسة الفصائل المعروفة منذ سنوات: لا ينفّذ عمل مقاوم من خارج الأراضي الفلسطينية». وأضاف «بالتالي نستبعد أن يكون هناك تورط لأيّ فصيل في هذه القضية لو صحّت بالأساس».
من جهتها، نفت حركة الجهاد الإسلامي علاقتها بإطلاق الصواريخ. وقال القيادي في الحركة، خالد البطش، إنّ «الجهاد الإسلامي ليس له علاقة بصواريخ غراد التي أطلقت على إيلات من قريب أو بعيد»، مستبعداً علاقة الفصائل الفلسطينية بالأمر. ورأى أنه «من الصعوبة الشديدة نقل أيّ صواريخ من داخل القطاع إلى أرض سيناء»، مشدّداً على أن «سيناء أرض عربية مصرية وجارة شقيقة لها سيادة على أراضيها».
وتجدر الإشارة إلى أن مصادر أمنية إسرائيلية رجّحت وقوف «الجهاد العالمي» وراء إطلاق الصواريخ.
من جهة أخرى، أعلنت الجهاد الإسلامي أن السلطات المصرية «أفرجت عن ثلاثة معتقلين من أعضاء الحركة، كانوا معتقلين داخل سجونها منذ عدة أشهر»، لتغلق بذلك ملف معتقليها في السجون المصرية. وذكرت أنّ المعتقلين وصلوا إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وبذلك يكون ملف معتقلي الحركة قد جرى إغلاقه.
ميدانياً، أعلن مسؤولون طبيّون فلسطينيون أنّ ناشطاً فلسطينياً استشهد، وأصيب آخر في قصف إسرائيلي على بلدة خان يونس في جنوب قطاع غزة في وقت مبكر من أمس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ طائرات أطلقت النار على مجموعة من الفلسطينيين الذين اقتربوا من سياج غزة الحدودي، حيث تتعرض دوريات الجيش لكمائن أحياناً.
(رويترز، يو بي آي)