h1>لقاءات تشاوريّة في القاهرة... وواشنطن متفائلة وتبدأ اتصالات مع الرباعيّةفيما تشير الإدارة الأميركية إلى تقدم في المفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية، وقرب الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، أعلنت إسرائيل رفضها اقتراحاً فلسطينياً لبدء محادثات مباشرة تتمسك ببيان أصدرته القوى الكبرى كمرجعية
كشفت تقارير لصحيفتي «هآرتس» و«معاريف» الإسرائيليتين، أن إسرائيل «رفضت اقتراحاً فلسطينياً لبدء محادثات السلام المباشرة، يتمسك ببيان تصدره القوى الكبرى كمرجعية للمحادثات». وقالتا إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبلغ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أول من أمس، أنه «يريد أن تبدأ المحادثات المباشرة على الفور، لكنه لن يقبل أي شروط مسبقة».
وقالت التقارير إن اقتراح عباس بالانتقال إلى المحادثات المباشرة في حال الاستناد إلى بيان اللجنة الرباعية «نقله ميتشل إلى نتنياهو، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان طلب من إسرائيل قبوله رسمياً أو مجرد الإقرار بالاطلاع عليه».
ولم يكن لدى المتحدث باسم نتنياهو، مارك ريغيف، أي تعقيب مباشر على التقارير التي قالت إن مهمة ميتشل «فشلت». إلا أنه قال في وقت لاحق إن «حكومة إسرائيل دعت إلى البدء فوراً في محادثات سلام مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ أكثر من عام».
في المقابل، رد مصدر فلسطيني قريب من المفاوضات، قائلاً إن جدول أعمال يتحدث عن دولة فلسطينية «على أساس حدود ما قبل حرب 1967، ليس محاولة لوضع الحدود قبل المفاوضات». وأضاف «هذه اللغة كانت مقبولة في جميع الاتفاقات خلال الثمانية عشر عاماً الماضية من جانب رؤساء الحكومات الإسرائيلية، وبينهم نتنياهو في ولايته الأولى».
وكانت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية قد أشارت أول من أمس، إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «أعربت عن تفاؤلها بأن السلطة الفلسطينية ستعود إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، بعد مرور نحو عامين على تجنب الدخول فيها»‏.‏
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، إن الجانبين «حققا تقدماً باتجاه استئناف هذه المفاوضات بعد لقاء ميتشل بكل من نتنياهو وعباس». وأوضح أنه «لا يزال يلزم العمل لتحديد كيفية تقدم المفاوضات قبل الاتفاق على استئنافها»، مضيفاً «أنا أكيد أنه ستجرى مشاورات في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الأيام المقبلة، وخصوصاً أن نائب ميتشل، ديفيد هيل، بقي في المنطقة للتشاور مع الطرفين بعد مغادرة ميتشل».
وأضاف كراولي «نعمل على بعض التفاصيل المحددة. إذا تمكنا من حلّها، نعتقد أننا سنتغلب على ما بقي من تردد»، موضحاً أن «هذه التفاصيل تشمل أين ومتى ستستأنف المفاوضات المباشرة ومن سيشارك فيها». وتابع «لكننا نفكر كذلك في كيف ستتطور المفاوضات، وما هي توقعاتنا بشأن الجدول الزمني، وما هي الإنجازات التي نأمل تحقيقها خلال هذه المرحلة الأولى من التفاوض».
كراولي متأكد من حصول مشاورات فلسطينية ـــ إسرائيلية خلال الأيام المقبلة
وتابع كراولي «نحن نعمل إذاً على حل كل هذه التفاصيل»، مشيراً إلى أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستتشاور مع نظرائها في اللجنة الرباعية التي يتوقع أن يصدر عنها بيان يؤيد مباحثات السلام». وقال «سيصدر على الأرجح بيان تأييد من اللجنة الرباعية خلال الأيام المقبلة»، مضيفاً «نعتقد أننا أقرب إلى المفاوضات المباشرة مما كنا عليه في الأسبوع الماضي».
وتزامناً مع التصريحات الإسرائيلية، بحث الرئيس المصري، حسني مبارك، مع الملك الأردني، عبد الله الثاني، سبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإمكان الانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
وقبل هذا اللقاء أجرى مبارك مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تناولت جهود تهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، على نحو يفضي إلى تحقيق حل الدولتين «على أرض الواقع».
كذلك تطرقت المباحثات إلى نتائج جولة ميتشل، ولقاءاته خلال اليومين الماضيين مع قادة فلسطينيين وإسرائيليين رفيعي المستوى، بهدف تشجيع الأطراف المعنية من أجل الانتقال الى المفاوضات المباشرة.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن مباحثات مبارك «تأتي فى إطار الاتصالات والجهود السياسية المكثفة» التي يجريها مبارك «لدفع مسيرة السلام وتهيئة الأجواء اللازمة لمفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تؤدي إلى تحقيق حل الدولتين».
وأشارت إذاعة «صوت فلسطين» إلى أن تحركات عباس «تهدف إلى دعم المقترح الفلسطيني بدعوة اللجنة الرباعية للانعقاد وإصدار بيان يتضمن نقاط بيانها السابق في آذار الماضي نفسها، ليكون أساساً للمفاوضات المباشرة».‏
إلى ذلك، التقى رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، المبعوث الأوروبي لعملية السلام، مارك أوت والمبعوث النروجي لعملية السلام، جون هانسون بيير. وأكد عريقات أن «الاتصالات الفلسطينية ـــــ الأميركية ـــــ الأوروبية ـــــ الروسية مع الأشقاء العرب، والأمين العام للأمم المتحدة، لخلق الظروف المناسبة لإطلاق مفاوضات سلام مباشرة تستند إلى جدول أعمال محدد وجدول زمني ومرجعيات ووقف الاستيطان»، مؤكداً أن استمرار الحكومة الإسرائيلية «ببناء جدار التوسع والضم والنشاطات الاستيطانية، وهدم البيوت وتهجير السكان والاقتحامات والاغتيالات وفرض الحقائق على الأرض، تؤدي إلى تدمير جميع الجهود المبذولة لإطلاق عملية سلام ذات صدقية».
وشدد عريقات على وجوب «تحديد المرجعيات المتمثلة بقرارات الشرعية الدولية 242، 338، 1397، 1515، وقرار الجمعية العامة رقم 194، وخريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية وصولا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وتحديد جدول زمني لإنجاز كل قضايا الوضع النهائي، وضمان آليات الرقابة والتنفيذ».
وأعاد عريقات التأكيد أن مفتاح المحادثات المباشرة «لا يزال بيد الحكومة الإسرائيلية. فعندما تقرر وقف النشاطات الاستيطانية وقبول مرجعية الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، سيصار إلى استئناف المحادثات المباشرة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)