يبدو أن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بات مسألة أيام، بعدما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «على وشك الموافقة»
أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، في رسالة موجهة إلى وزراء خارجية الاتحاد، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «على وشك الموافقة» على استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقالت إن «عباس على وشك الموافقة على مفاوضات مباشرة، لكنه طلب أياماً إضافيةً لإجراء مشاورات أخيرة مع شركائه العرب، ومع مسؤولي حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية».
وأوضحت أشتون أن عباس «سيعطي جوابه النهائي الأحد أو بداية الأسبوع المقبل»، مشيرة إلى أن المفاوضات المباشرة «قد تبدأ في نهاية آب (الجاري)». وأضافت أنه «في حال موافقة الجانبين على استئناف المفاوضات، فستصدر اللجنة الرباعية للشرق الأوسط بياناً مطلع الأسبوع المقبل».
وأشارت أشتون إلى أن مبادرة اللجنة الرباعية «يتوقع أن تساعد عباس على حشد دعم كاف في الداخل والخارج للدخول في محادثات مباشرة». كذلك أوضحت أن الشروط التي تضمنها بيان اللجنة الصادر من موسكو في 19 آذار الماضي، ستمثّل الأساس لبيانها «الذي سيصدر بالتزامن مع إعلان انطلاق المحادثات المباشرة». يذكر أن بيان الرباعية في 19 آذار كان قد تحدث عن 24 شهراً لإنهاء مفاوضات الوضع النهائي، وأكد مرجعية خريطة الطريق وأن وضع القدس يحسم بالمفاوضات.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، إن المبعوث الأميركي جورج ميتشل عقد «اجتماعات جيدة وبنّاءة» في المنطقة. وأضاف «نحن على ثقة بأننا نتحرك في الاتجاه الصحيح، وبأننا سننجح في نهاية المطاف»، متسائلاً «هل الأمر صعب؟ نعم. هل هناك مسائل موضع خلاف؟ بالتأكيد. لكننا ماضون قدماً».
وفي السياق، قال دبلوماسي غربي إن تقارير الصحف الإسرائيلية عن أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو رفض الشروط الفلسطينية «لم تغيّر أي شيء». وأضاف «لا يزال هذا هو الهدف. هذا ما يفكّر فيه الجميع».
وتجدر الإشارة إلى أن مصادر فلسطينية مطّلعة رجّحت أن تستضيف القاهرة إطلاق المفاوضات المباشرة.
في هذا الوقت، أعلن مستشار الشرق الأوسط السابق في وزارة الخارجية الأميركية، أرون ديفيد ميلر، أن «الانتقال إلى المحادثات المباشرة قد لا يتمخض عنه تقدم يذكر، ما لم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخفي في جعبته مفاجأة».

ميلر يرى أن الانتقال إلى المحادثات المباشرة قد لا يتمخّض عنه تقدّم
وتابع ميلر أنه «ما لم يكن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد سمع، في أحاديث خاصة من نتنياهو، عن تغيّر كبير، فإنه سيكون من الأفضل ترك المسألة إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس، التي تبدأ في تشرين الثاني المقبل، بدلاً من أن يجازف بمعركة أخرى مع الإسرائيليين». وأوضح ميلر أن تاريخ المفاوضات في الشرق الأوسط «يظهر أن المحادثات غير المباشرة كانت أكثر نجاحاً في معظم الأحيان». وأضاف «تكمن المشكلة في أنه حتى لو استطاع الجانبان الاتفاق الآن على الجلوس وجهاً لوجه في الغرفة نفسها، فإن التباعد بينهما كبير، وليس هناك أمل في ألّا تفشل». وقال ميلر إن العناصر التي تحدد ما إذا كانت هناك فرصة لنجاح المحادثات هي: «هل يرغب أيّ من الجانبين في اتخاذ قرارات تدفع هذه المحادثات قدماً؟ هل هناك مرجعيات لا نعلم بها أو ضمانات قدّمت؟ وما هي حسابات أميركا لدورها؟». وتساءل «لماذا سيقامر أوباما على خلاف آخر مع نتنياهو قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، في الوقت الذي يواجه فيه تحديات صعبة في أفغانستان والعراق إلى جانب اقتصاد متعثر».
إلا أن ميلر أشار إلى أنه قد يكون هناك دافع أكثر تشاؤماً، وهو أن أوباما «يحرص على تجنّب حدوث أزمة في الشرق الأوسط في أيلول (المقبل)، أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذا استأنفت إسرائيل بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)