بعدما أثارت المجّندة الإسرائيلية، عيدن أبرجيل، ضجة أول من أمس، على خلفية نشرها صوراً لها من فترة خدمتها العسكرية في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب معتقلين فلسطينيين معصوبي الأعين ومقيّدي الأيدي، تحت عنوان ««الخدمة العسكرية... الفترة الأجمل في حياتي»، كشفت منظمة «نكسر الصمت»، التي أسسها جنود إسرائيليون بهدف فضح ممارسات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عن صور التقطها عسكريون إسرائيليون وهم يبتسمون أمام فلسطينيين معتقلين قتلى، وقالت إن هذه الظاهرة منتشرة وهي نتيجة للاحتلال. ويظهر في الصور التي نشرتها المنظمة جنوداً إسرائيليين إلى جانب معتقلين فلسطينيين معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، وأخرى نُشرت في الماضي يظهر فيها جنود إلى جانب جثة فلسطيني بعد قتله. وأطلقت منظمة «نكسر الصمت» على الحملة اسم «الظاهرة التي ينفيها أفي بنياهو (الناطق العسكري الإسرائيلي)». ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن نشطاء في المنظمة، قولهم إن «هذه الحملة الجديدة ولدت في أعقاب نشر صور عيدن أبرجيل، وتهدف إلى إظهار مدى اتساع هذه الظاهرة في الجيش الإسرائيلي، والصور المنشورة هي صفر قياساً بعدد الصور التي جرى التقاطها. وتوجد آلاف الصور الأخرى لجنود آخرين، لكنّ قسماً صغيراً منها فقط يُنشر ويثير ضجة». وأضاف النشطاء إن الجيش الإسرائيلي «حوّل عيدن إلى كبش فداء، بينما يجب شن هجوم حقيقي على الظاهرة»، مشيرين إلى أنها «نشأت نتيجة للاحتلال والسيطرة اليومية على السكان المدنيين». وأضافوا إنّ «جميع الجنود اعتادوا رؤية الفلسطينيين مقيّدي الأيدي ومعصوبي الأعين، حتى أصبح هذا مشهداً اعتيادياً، وصار الجندي أعمى عن حقيقة أن الحديث يدور عن بشر». وتابعوا أن «الاستغراب الكبير لدى الجمهور إنما يدل فقط على الفجوة الهائلة بين صورتنا الذاتية كمجتمع وصورتنا التي تنعكس في المرآة والصور، ونحن نعتقد أنه حان الوقت لوضع حد للصمت الذي يسمح بوجود ثقافة النفي».
من جهتها، لم تكتف المجندة الإسرائيلية بما نشرته أول من أمس، بل أعلنت لـ«يديعوت أحرونوت» أمس، أنّ «الجيش أبلغها أنه جرى إقصاؤها من الخدمة العسكرية الاحتياطية ونزع رتبتها العسكرية»، فردّت بالقول «إني خائبة الأمل من الجيش، فهو ناكر للجميل، وأنا خاطرت بحياتي وأصبت وكنت مجندة متفوقة، والآن أصبحت نادمة على أنني خدمت في جيش كهذا». وأضافت أبرجيل لإذاعة إسرائيل إنها «لا ترى شيئاً في نشرها صوراً على موقع فايسبوك، تظهر فيها وهي تقف بجوار محتجزين فلسطينيين مقيّدي الأيدي ومعصوبي الأعين»، متسائلة «ما زلت لا أفهم وجه الخطأ»، رغم أنها أشارت إلى أن نشر الصور كان «عملاً طائشاً وبريئاً».
وأضافت المجنّدة إن الصور التي أزالتها بعد ذلك من على الموقع الإلكتروني «لم تكن تهدف إلى توجيه بيان سياسي أو إظهار ازدراء للفلسطينيين، بل كانت فقط لإظهار تجربة الخدمة العسكرية». وقالت «لم يوجد أيّ كلام عنيف، أو غير محترم، أو أيّ شيء من شأنه أن يسيء إلى أي شخص. بل مجرد صورة مع شخص في الخلفية»، مشيرة إلى أنها عندما عرفت أن الصور «جرحت أناساً كثيرين، أزالتها».
وجدّدت أبرجيل تأكيدها أنها لم تكن «تذل المعتقلين. لم تكن تضربهم. لم تعاملهم بسوء. إنها مختلفة تماماً عن الجندي الأميركي الذي يحاول البعض مقارنتها به». وأشارت إلى أنها صدمت جراء الاهتمام الدولي بالقضية، قائلة إنّ هذه الأمور «تحصل يومياً في الجيش الإسرائيلي». وتعليقاً على ما إذا كانت الصور قد لطّخت صورة إسرائيل على الساحة الدولية، قالت المجندة «سيهاجموننا دائماً. مهما فعلنا سيهاجموننا دائماً». وكانت أبرجيل قد ذكرت أن الصور التقطت عام 2008، في القاعدة التي كانت تعمل فيها، والتي يُنقل إليها عادة الذين يحاولون عبور حدود غزة إلى إسرائيل لاستجوابهم.
(أ ف ب، يو بي آي)