Strong>بات معيار تقارب الكتل العراقية هو مناكفة قائمة «دولة القانون»؛ فغداة وقف «العراقية» مفاوضاتها مع قائمة نوري المالكي، بدأت ترتسم ملامح تنسيق جدي بين الصدريين وكتلة إياد علاويتبدأ القوات الأميركية، اليوم، عملية سحب نحو 14 ألف جندي من العراق. وعلم مراسل «الأخبار» في واشنطن، محمد سعيد، أن فترة الانسحاب ستستغرق نحو 12 يوماً، تنتهي بحلول 31 آب الجاري، حيث ستعبر القوات المنسحبة الحدود العراقية البرية جنوباً باتجاه الكويت، التي ستكون مكان تجميع تلك القوات، تمهيداً لنقلها إلى الولايات المتحدة.
بدا أنّ تباعُد قائمتي «العراقية» و«الائتلاف الوطني الموحَّد» تُرجم على شكل تقارب سريع بين كتلة إياد علاوي وجميع المناوئين لرئيس الحكومة نوري المالكي. فبعد ساعات على إعلان «العراقية» وقف المحادثات رسمياً مع «دولة القانون»، عُقد اجتماع بين علاوي والصدريين في منزل الرئيس الأسبق للحكومة، رشح عنه ما يشير إلى احتمال فتح صفحة جديدة من التقارب بين هذين التكتلين، مع إمكان توسيعه ليشمل «المجلس الإسلامي الأعلى».
وكشفت كتلة «الأحرار» الممثلة للتيار الصدري في البرلمان، أمس، عن تقديمها إلى «القائمة العراقية»، «خريطة طريق» جديدة لتأليف الحكومة، وذلك خلال زيارة وفد رفيع المستوى من «الأحرار» إلى علاوي. وقال الأمين العام للكتلة أمير الكناني إن وفده «عرض على القائمة العراقية خريطة طريق جديدة لتأليف الحكومة المقبلة»، مطمئناً إلى قدرة «الائتلاف الوطني» على تأليف الحكومة بمشاركة «العراقية» وعدد من الكتل السياسية الأخرى.
وأضاف الكناني إنّ «خريطة الطريق الجديدة تنص على اتفاق جميع الكتل السياسية على عدم التمسك بمنصب رئاسة الوزراء وترشيح أكثر من شخص واحد لهذا المنصب، سواء من الائتلاف الوطني أو ائتلاف دولة القانون أو ائتلاف العراقية أو أي شخصية مستقلة، كما تتضمن عرض المرشحين على الكتل السياسية للموافقة على أحدهم للخروج من الحزبية والمنظور الضيق».
ونوّه إلى أن بعض الكتل السياسية «طالبتنا بإنضاج هذه الخريطة لتتمكن من دراستها والرد عليها في الوقت المناسب»، لافتاً إلى أن «الأحرار» تعمل حالياً على تطويرها تمهيداً لعرضها على جميع الكتل السياسية للخروج من أزمة تأليف الحكومة.
وفيما أعرب الكناني عن أمله في أن تكون «دولة القانون» شريكاً في الحكومة المقبلة، فهو لم يستبعد أن يتحول تكتل المالكي إلى خانة المعارضة «في حال تمسكه بمنصب رئاسة الوزراء».
بدوره، علّق علاوي على اجتماعه بالصدريين بالقول إن هناك «رؤى حقيقية تكاد تكون متطابقة بين الكتلتين، ستساعد كثيراً على تأليف حكومة». تطابُق هو عبارة عن «رؤى حقيقية وستحصل لقاءات مكثفة خلال الأيام القريبة المقبلة، ومتتالية للوصول إلى صياغات مهمة وأساسية في ما يجب أن يحصل للعراق من خلال تأليف حكومة مقبلة»، من دون أن ينسى تأكيد أن هذه الرؤية ستُترجم أيضاً بلقاءات مماثلة مع «المجلس الإسلامي الأعلى».
وأمام هذا الكلام الإيجابي من علاوي، ردّ القيادي الصدري قصي السهيل بالمثل، كاشفاً عن أن التنسيق بين الكتلتين «بدأ يأخذ اتجاهات أخرى مع تزايد تعقيد الوضع». وتابع السهيل «هناك مشتركات كبيرة بيننا وبين العراقية تحتاج إلى حوارات مكثفة وتفصيلية، رغم أننا جزء من التحالف الوطني».
(يو بي آي)