حيفا ــ فراس خطيبقضية «وثيقة غالانت» تشرف على نهايتها المعلنة. بحسب الشرطة الإسرائيلية، فإنَّ «الوثيقة مزوّرة»، وإن الجميع، من وزير الدفاع إيهود باراك وصولاً إلى قائد هيئة الأركان غابي أشكينازي، أبرياء. لكنَّ تبرئة الأطراف التي كانت أسماؤها أكثر تداولاً في الأسبوعين الماضيين، لن تمحو، على ما يبدو، الغمامة المتمترسة في أفق القضية. فوثيقة غالانت كشفت عن العلاقات المعقدة بين قادة الجيش والصراعات بين هيئة الأركان ووزارة الأمن.
وفي موازاة الأحداث الجاريّة، وفي خطوة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع القضية، أصدرت المحكمة الإسرائيلية في مدينة ريشون لتسيون أمر اعتقال بحق رقيب احتياط في الجيش الإسرائيلي مشتبه فيه بتزوير الوثيقة المذكورة. لم تكشف الشرطة الإسرائيلية هوية المزوّر، لكنَّ الحديث يجري عن مواطن إسرائيلي تحررّ قبل سنوات من خدمته في الجيش وبدأ العمل من بعدها في مجال الصناعات الحربية والعقارات. وقالت وسائل الإعلام العبرية إنَّ المشتبه فيه «لا يُعدّ مقرّباً من ألوية هيئة الأركان العامة».
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الضابط المشتبه فيه هو رجل أعمال وغادر إسرائيل في وقت قريب من نشر الوثيقة قبل أسبوعين. وقالت مصادر في الشرطة إنه سيُستدعى للتحقيق بمجرد عودته إلى إسرائيل.
وأضافت مصادر الشرطة إن الضابط المشتبه فيه ينتمي إلى مجموعة «ضباط غولاني»، في إشارة إلى وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي. ووفقاً لإحدى الروايات، فإن الضابط يحمل رتبة مقدّم، فيما تقول رواية ثانية إنه برتبة عقيد.
ورغم أن القضاء لم يعلن اسم المزّور المفترض، إلا أن صحيفة «معاريف» كشفت في عددها الصادر أمس أن من سرّب الوثيقة هو العقيد في الاحتياط غابي سبيوني. وقال العقيد المقرّب من قائد المنطقة الشمالية غادي آيزنكوت وقائد الهيئة الأركان العامة أشكينازي لـ«معاريف»: «أنا من أعطى الوثيقة للقناة. الوثيقة التي أعطيتها لم تصدر عن محيط قائد المنطقة الشمالية»، موضحاً أن الوثيقة: «تعكس واقعاً خطيراً، وفي أعقاب خطورة الأمور، قرّرت ما كان عليّ فعله (أي تسريب المستند إلى التلفزيون الإسرائيلي)». وخلافاً لما أعلنته الشرطة الإسرائيلية، إلا أن سيبوني مقتنع بأن الوثيقة ليست مزوّرة.
في هذه الأثناء، وتحديداً بعد تبرئة الشرطة لقادة الجيش ورجال مكتب الأمن، من المتوقع أن يعود باراك إلى الخطوات التي بدأها، وهي اختيار قائد لهيئة الأركان المتوقع إعلانه خلال الأسابيع المقبلة. سيعود باراك إلى لقاء المرشحين، ورجّحت أوساط مطّلعة أنَّ القضية المنفجرة أخيراً، التي وضعت في بدايتها اللواء غالانت في «ضوء سلبي»، من شأنها أن تزيد من احتمالات اختياره القائد العشرين لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي. ويرجّح معلّقون أنّ احتمال اختيار غالانت بات أكبر. ومن المتوقع أيضاً، في ظل التوتر الشديد الذي يسود العلاقات، أن يلتقي باراك بأشكينازي قريباً.