إن صدق القيادي في القائمة «العراقية» فتاح الشيخ، فإنّ أزمة الحكومة العراقية ستشهد حلاً قريباً جداً، سيتجسّد في اجتماع ستستضيفه دمشق لإنجاح مشروع سوري ــ سعودي ــ تركي مدعوم روسياًبشّر القيادي في القائمة «العراقية»، فتاح الشيخ، أمس، بأنّ العاصمة السورية ستستقبل، خلال الأيام القليلة المقبلة، اجتماعاً للكتل العراقية الفائزة في الانتخابات «لإنهاء أزمة تأليف الحكومة». وقال الشيخ، الموجود في دمشق، إنّ «هذا الاجتماع يأتي لإنجاح مشروع التحرك السوري ـــــ السعودي ـــــ التركي الذي تسانده موسكو، لتأليف الحكومة العراقية، وهو محطّ ترحيب العراقيين».
وأوضح أنّ «الدور السوري مرحَّب به في العراق من قبل جميع العراقيين، ونأمل أن يُتوافق عليه وتؤلّف الحكومة على غرار الحكومة اللبنانية» (بعد مؤتمر الدوحة في أيار 2008). وشدّد على أن «العراقيين بحاجة إلى الجهد العربي لإخراج البلاد من هذه الأزمة بعد استفحال التدخل الخارجي الإيراني والأميركي».
وكشف عن أنّ «قادة الكتل العراقية الأربع، أو من يمثّلهم، سيحضرون إلى دمشق لتتويج المبادرة السورية ـــــ السعودية ـــــ التركية بالنجاح، ونأمل أن يحصل ذلك وتؤلّف الحكومة العراقية قبل عيد الفطر».
مشروع سوري ــ سعودي ــ تركي بدعم روسي لتأليف حكومة على الطريقة اللبنانيّة
وأعاد الشيخ التشديد على أحقية «القائمة العراقية في تأليف الحكومة العراقية برئاسة إياد علاوي، وخصوصاً بعد الاجتماع الذي عقده علاوي مع زعيم التحالف الكردستاني مسعود البرزاني واتفاق الطرفين على أحقية علاوي في ذلك»، معرباً عن اعتقاده بأن زيارة نوري المالكي الأخيرة إلى أربيل «لم تجنِ ثمارها».
وبحسب الشيخ، فإنّ الكتل التي ستحضر اجتماع دمشق هي «القائمة العراقية والائتلاف الوطني الموحّد برئاسة إبراهيم الجعفري وتحالف القوى الكردستانية».
وعن زيارة علاوي لدمشق، لفت الشيخ إلى أنّ الرئيس الأسبق للحكومة «أنهى أمس زيارته إلى موسكو، وغادرها إلى العراق. أما زيارته إلى دمشق، فأعتقد أنها ستكون نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل».
وفي السياق، أشارت مصادر عراقية مطّلعة في سوريا إلى أنّ السعودية تدعم و«بقوة» التحرك السوري، «لأنها لا تريد أن تكون في واجهة تأليف الحكومة العراقية، لأن ذلك يثير حفيظة إيران التي يشهد نفوذها تراجعاً نتيجة ما تواجهه من مشاكل داخلية ومواجهة الغرب في مشروعها النووي».
بموازاة ذلك، سارع قائد الاحتلال الأميركي في العراق، الجنرال ريمون أوديرنو، إلى تأكيد أنّ قواته ستعود إلى المستنقع العراقي إذا فشلت القوات المحلية في إتمام واجباتها. إلا أنّ أوديرنو عاد وطمأن، في مقابلة مع قنوات أميركية عديدة، إلى أن بلاده لا تتوقع فشل القوات العراقية التي «أبلت بلاءً حسناً، ونعتقد أنها تخطّت هذا الخطر».
إلى ذلك، شهدت البصرة مقتَل أول جندي أميركي منذ انسحاب آخر فرقة قتالية من البلاد في 18 آب الجاري.
(يو بي آي، أ ب، أ ف ب)