font color="gray">خاص بالموقع - تشهد مملكة البحرين أياماً مضطربة على أبواب انتخابات برلمانية، بسبب المشكلة نفسها التي لم تستطع أن تحلها الإصلاحات الملكية، وتتمثل بمطالبة الغالبية الشيعية بالمساواة. ورأى رئيس أكبر تكتل في البرلمان البحريني، علي سلمان أمس، أن ما حصل خلال الأسبوع الماضي على أثر اعتقال السلطات لمتظاهرين شيعة معارضين، دمّر عقداً من الاستقرار في المملكة على أبواب الانتخابات البرلمانية المرتقبة في تشرين الأول.ومنذ حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات على عدد من رموز المعارضة في البلاد، لم تهدأ الاشتباكات بين المتظاهرين الشيعة والقوات الأمنية. وقال سلمان الذي يرأس كتلة «الوفاق»، وهو أكبر تكتل شيعي في البرلمان (17 نائباً من أصل 40)، خلال مؤتمر صحافي: «الطريقة التي تدير فيها القوات الأمنية الحملة، وما رافقها من انتهاك للحقوق، دمّرت خلال أسبوع واحد عشر سنوات من الازدهار في هذا البلد». واتهم الحكومة البحرينية بتشويه حقوق الإنسان، محذراً من أن العنف لن يحلّ المشاكل العالقة بين الطرفين.
من جهته، ذكر المحامي محمد التاجر أن السلطات اعتقلت خلال الأسابيع الماضية أكثر من 160 شخصاً، ومن ضمنهم عشرة من قادة المعارضة. وقال إن الرقم مرشح للارتفاع ابتداءً من الأسبوع الماضي ويختلف بين محامٍ وآخر. ولفت التاجر إلى أنهم يعانون مشاكل «في لقاء المعتقلين وفي معرفة مكان اعتقالهم».
ولطالما اشتكى الشيعة في البحرين، وهم يمثّلون 70 في المئة من السكان، من التهميش والتمييز في المعاملة لجهة الوظائف الحكومية والسكن، وهم محرومون المناصب الرفيعة داخل المؤسستين العسكرية والأمنية، كذلك فإن أحوالهم الاقتصادية يرثى لها، إذ إنهم في أدنى السلم الاجتماعي لناحية الفقر.
وكانت الحكومة قد أصدرت بياناً أول من أمس، ألقت اللوم فيه على من وصفتهم بالمتمردين الذين يتلقون تمويلاً دولياً بزعزعة الأمن القومي، مبررةً التوقيفات التي وقعت بأنها جرت بناءً على القانون البحريني الخاص بالإرهاب.
وخلال الأسابيع الماضية، اعتقلت السلطات ثمانية من قادة المعارضة، بحسب منظمة «العفو»، بينهم محمد سعيد عضو مجلس إدارة مركز البحرين لحقوق الإنسان، ورجلا الدين ميرزا المحروس وعبد الهادي المخوضر، وجعفر الحسابي المقيم في بريطانيا، وقد ألقي القبض عليه بعد عودته إلى البحرين.
كذلك اعتقلت الأسبوع الماضي المتحدث باسم حركة «حق» للحريات المدنية والديموقراطية، عبد الجليل السنكيس، في مطار البحرين الدولي في وقت مبكر لدى عودته من لندن. واندلعت على أثر ذلك اشتباكات واحتجاجات عنيفة.
وتشكك حركة «حق» في مشروعية عملية الإصلاح التي أطلقها ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة قبل نحو عشر سنوات والتي هدأت بعدها الاضطرابات الشيعية في التسعينيات. ومن المتوقع أن تقاطع الحركة انتخابات تشرين الأول.

(الأخبار، أ ب)