Strong>طالب الرئيس الفلسطينيّ محمود عباس منظمة التحرير بمهلة شهر لتجربة المفاوضات المباشرة، فيما يستعدّ جيش الاحتلال لهدم مسجدين في الضفةأعلن موقع «وللا» الإلكتروني الإسرائيلي أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس «طلب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منحه مهلة شهر لتجربة المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، قبل اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن». وأوضح أنّ «عدداً كبيراً من أعضاء اللجنة التنفيذية لم يحضروا اجتماع ليل الجمعة الماضية، الذي جرت فيه الموافقة على المفاوضات المباشرة، وأنّ الاجتماع لم يتمخّض عنه تصويت بالموافقة أو بالرفض».
وتابع الموقع أن «عباس قال لأعضاء اللجنة التنفيذية: امنحوني شهراً خلال المفاوضات وبعدها نعقد جلسة لتقويمه»، مبيّناً أنّ المفاوضات «ستنهار وتفشل إذا قامت إسرائيل بتجديد عملية البناء في المستوطنات بعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان في السادس والعشرين من الشهر المقبل». إلا أن أبو مازن أكّد أنه «لن يستطيع الانسحاب من المفاوضات، وخصوصاً أنه قبل الدعوة الأميركية للذهاب إلى واشنطن، عدا حضور مسؤولين عرب حفل إطلاق المفاوضات، معوّلين على الرئيس (باراك) أوباما، أنه الوحيد الذى يستطيع الضغط على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لإبداء جديّة فى التفاوض».
بدوره، جدّد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، تأكيده أنه «سيجري إبلاغ اللجنة الرباعية أنّ استمرار الاستيطان يعني انهيار المفاوضات على الفور». وقال إنّ عباس «حذّر أوباما من أنه سينسحب من المفاوضات إذا أوقفت إسرائيل تجميد الاستيطان».
التحذير الفلسطيني هذا قابله إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر بهدم مسجدين بُنيا خلال العام الماضي، زاعماً عدم الحصول على ترخيص. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن «المسجد الأول يقع قرب قرية بورين شمال الضفة الغربية، والآخر في رام الله»، مضيفة إنّ «الحديث يدور عن قرارات شاذة، حيث سبق أن بُنيت مساجد على أطراف القرى فى المناطق المصنفة C، ومُنح الترخيص لبنائها، إلا أن المساجد المذكورة لم يسبق أن جرت حولها مشاكل، حيث إتّها بُنيت في أواسط القرى في المناطق المصنفة B». في هذا الوقت، قال مصدر فلسطيني مقرّب من الرئاسة الفلسطينية لصحيفة «الشروق» المصرية، إن الإدارة الأميركية «رفضت إبلاغ عباس جدول أعمال المفاوضات المباشرة»، موضحاً أنّ السلطة «تعاني ارتباكاً بعد رفض المسؤولين الأميركيين إعطاء أيّ تفاصيل لطاقم التفاوض عن جدول أعمال المفاوضات والقضايا المطروحة ومكان عقد المفاوضات، وما إذا كانت هناك رعاية أميركية لها فى كل مراحلها». واكتفى الجانب الأميركي بإبلاغ الفلسطينيين أنهم سيُطلَعون على التفاصيل عند وصولهم إلى واشنطن.
ورأى أعضاء اللجنة المركزية لـ«فتح» أنّ الطريقة، التي جرت بها الدعوة إلى المفاوضات المباشرة، وتحديد المواعيد من دون علم أبو مازن، «مهينة» للسلطة.
في المقابل، وصف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، استجابة الفلسطينيين لبدء المفاوضات المباشرة بأنها «دليل آخر على الالتزام بالسلام وشروط إقامة سلام عادل». وأضاف إنّ الجانب الفلسطيني «لم يتنازل عن شيء، وقد جرى الاتفاق على وضع جميع الملفّات على الطاولة»، مؤكّداً أن «أيّ اتفاق سيجري التوصل إليه سيُعرض للاستفتاء على الشعب. نحن لا نريد سلاماً يستمر سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات، بل نريد إقامة دولة فلسطينيّة تعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيل».
عربياً، أعلن مصدر دبلوماسي عربي في القاهرة أن «الرئيس باراك أوباما جعل أبو مازن يصعد إلى الشجرة، ومعه حلم إقامة الدولة وإزالة المستوطنات، خلال حديثه في جامعة القاهرة فى مستهل تولّيه منصبَه رئيساً للولايات المتحدة، ثم بدأ يُنزله من على الشجرة».
وكانت السعودية والأردن قد أكّدتا ضرورة تمسك السلطة الفلسطينية بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. وقال مصدر فلسطيني مطلع في الرياض إن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بحث مع نظيره الأردني عبد الله الثاني «ما يمكن أن يقدماه خلال المرحلة المقبلة إلى الفلسطينيين من دعم لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين».
وفي السياق، رأت صحيفة «البعث» السورية، الناطقة باسم الحزب الحاكم، أنّ «استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل يزيد التوتر في المنطقة، ويصب في سياق تلفيق إنجاز سياسي لإسرائيل والإدارة الأميركية».
إسرائيلياً، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «أعرب عن سعادته لنجاح واشنطن فى جلب السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبّقة».
من جهته، أوضح النائب الليكودي، اوفير اكونيس، أن «إسرائيل لا تضع شروطاً مسبّقة للمفاوضات المباشرة، بيد أنّ لها خطوطاً حمراء، تتمثّل في أمنها وإعلان فلسطيني بإنهاء النزاع والاعتراف بيهودية دولة إسرائيل».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، سما)