مهدي السيّدبدأ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بذل مساعٍ حثيثة لتبديد التوتر الذي عصف بقيادة الجيش الإسرائيلي في أعقاب قراره توصيته الحكومة بتعيين يوآف غالانت، رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي خلفاً لغابي أشكنازي.
لهذه الغاية، شرع باراك، بمساعدة غالانت، في جولة لقاءات مع كبار قادة الجيش الإسرائيلي، بهدف تهدئة الخواطر، وإعادة وصل ما انقطع، ولا سيما بين باراك وأشكنازي، وبين باراك وغالانت من جهة، وبين قائد المنطقة الشمالية اللواء غادي أيزنكوت، من جهة ثانية، حيث انصبت جهود باراك وغالانت على محاولة إقناع أشكنازي بعدم تقديم موعد استقالته من الجيش على خلفية الأزمة مع باراك، وعلى ممارسة ضغوط شديدة على أيزنكوت، للبقاء في الجيش الإسرائيلي إلى جانب غالانت.
في هذا السياق، اجتمع باراك أمس بكل من غالانت، وأشكنازي وأيزنكوت، وقائد المنطقة الوسطى آفي مزراحي، وسُجل لقاء بين أشكنازي وغالانت، أُدرج في إطار وضع اللمسات الأولى لعملية التسلم والتسليم بينهما.
اللقاء الأهم كان الذي جمع باراك وأشكنازي، والذي أعرب فيه الأول عن ثقته بأن الثاني سيواصل قيادة الجيش الإسرائيلي بصورة مهنية حتى اليوم الأخير من فترة ولايته.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن باراك أعرب عن ثقته بقدرة أشكنازي على العمل مع غالانت للتخفيف من حدة التوتر الذي يسود قيادة الجيش الإسرائيلي وتهيئة الجيش لمواجهة التحديات المستقبلية.
وفي السياق ذاته، اجتمع باراك مع أيزنكوت، وعقد معه لقاءً وصفته المصادر المقربة من الرجلين بأنه كان «جيداً جداً». وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن باراك أعرب لأيزنكوت عن تقديره له وطلب منه البقاء في الجيش الإسرائيلي، وشغل أحد المناصب الرئيسية. وبحسب «هآرتس»، فإن باراك وغالانت معنيان ببقاء أيزنكوت في الجيش لكون هذا الأمر سيثبت لكل الجيش أن الأزمة في هيئة الأركان قد ولّت، إضافة إلى أنه يتمتع بخبرة كبيرة راكمها خلال عمله في المنطقة الشمالية «الحاسمة».
وتشير معظم التقارير الإسرائيلية إلى أن أيزنكوت يدرس الآن خياراته، والانطباع المتبلور هو أنه سيقرر البقاء في الجيش الإسرائيلي إذا عُرض عليه شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» لمدة عامين، على أن يتولى بعد ذلك منصب نائب رئيس الأركان كي يترشح إلى منصب رئاسة الأركان من موقع مريح.
وكان أشكنازي قد التقى أمس بغالانت وبحث معه عملية التسليم والتسلم في رئاسة الأركان. وبحسب موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، فإن هذا اللقاء بينهم هو الأول من سلسلة لقاءات مفترض حصولها في إطار عملية التسليم والتسلم.
وعادت إلى الضوء قضية «وثيقة غالانت» من بوابة إلقاء الشرطة الإسرائيلية القبض على المقدم في الاحتياط بوعاز هرفز، المتهم بصياغته للوثيقة، وذلك فور عودته إلى إسرائيل من الخارج. وذكرت صحيفة «معاريف» أنه إذا قدم هرفو معلومات تلقي ظلالاً أكبر من الشك على مكتب رئيس الأركان، فمن المحتمل أن يدفع ذلك برئيس الأركان إلى إعادة التفكير بمسألة استقالته المبكرة من الجيش.
ونقلت «معاريف» عن ضباط في الجيش الإسرائيلي قولهم إن السحابة لا تزال تحوم فوق مكتب أشكنازي على خلفية قضية الوثائق المزورة.
كذلك فإن ضلوع العقيد أيرز فينر، المساعد الشخصي لرئيس الأركان، يُثير الدهشة داخل الجيش الإسرائيلي، ذلك أنّ من غير المنطقي، بحسب ضابط رفيع المستوى، أن لا يكون أشكنازي قد علم بأن فينر أجرى اتصالات مع هرفز.