خاص بالموقع - رأى ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن سياسة العفو، التي اتّبعها ملك البحرين طيلة عشر سنوات، فُهمت بطريقة خاطئة، مشيراً إلى أنّ الناشطين الذين اعتُقلوا أخيراً بسبب ما قال إنه مساس بالأمن الوطني سيعامَلون وفق مقتضيات القانون.وفي أول تعليق لولي العهد بعد الأحداث الأخيرة في المملكة، قال إن «هؤلاء سينالون حقوقهم الكاملة بالقانون بما أننا دولة القانون، ونحن نستمد مواقفنا من الشريعة الإسلامية التي تعطي حتى للقاتل حقوقه».
وأضاف خلال زيارته لمجلس رمضاني إنّ «مملكة البحرين تحكمها أنظمة وقوانين ومؤسسات، وقد أقر الجميع بهذا الدرب الذي اختّطه حضرة صاحب الجلالة الملك في مشروعه الإصلاحي، لذلك فإنّ هذه المؤسسات لها حقوق لا بد من استيفائها ممّن يخالف أنظمة المجتمع وقوانينه وحقوقه».
وإذ أكد ولي العهد أن «أيّ دولة قادرة على أن تفرض الأمن والانضباط بالقوة على مواطنيها»، أضاف «لكن جلالة الملك قرر منذ أن اعتلى عرش المملكة أن يكون للبحرين تقليدها وثقافتها الخاصة في التواصل والتعبير الديموقراطي المسؤول».
وتابع «الرحمة التي تحلّى بها حضرة صاحب الجلالة الملك على مدار السنوات العشر الماضية، والتي أدت إلى شمول الخارجين على القانون بثلاثة عشر عفواً عاماً، فهمها البعض فهماً خاطئاً»، مضيفاً «ولهذا جاءت قرارات جلالته الأخيرة القاضية بمعاقبة الخارجين على القانون بالقانون».
وأشار ولي العهد إلى «هواجس الريبة والشك لدى البعض، الذين يبرّرون أفعالهم بوجود تحديات في المملكة»، مضيفاً «أقول لهم ما هو البديل؟ هل البديل المزيد من التخريب وتشويه سمعة الوطن في الخارج؟ وهل يزيد التخريب الفوائد والمنافع أم أنه يفضي إلى المزيد من التدهور؟».
وأضاف إنّ «التحديات موجودة في مجتمعنا وعلينا السير متّحدين متكاتفين لنحقق مزيداً من الإنجازات في الإسكان والصحة والتعليم ومعرفة مواطن الخلل في كل الميادين لنعمل جميعاً على إصلاحها». وتابع «إنني لعلى يقين من أن شعب البحرين كله ونحن معكم ومنكم ندرك ميزة البحرين وخاصيتها التي تكرست عبر مئات السنين، وهي ثقافة يمكن أن أطلق عليها ثقافة التواصل الأخلاقي، القائمة على الدين والقيم والتراث، وهذا ما نحبّ أن نذكّر به الجميع».
ونفى جهاز الأمن الوطني معلومات صحافية تحدثت عن ارتباط الموقوفين بإيران. ونقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية عن مصدر في جهاز الأمن الوطني قوله إنّ «ما تردّد أخيراً في بعض وسائل الإعلام عن وجود ارتباط بين الشبكة التنظيمية التي كُشفت وضبط عناصر متورطة فيها، وما يسمى مجموعات مسلحة وخلايا نائمة تستعد للتخريب في دول خليجية إذا تعرّضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لضربة عسكرية، عارٍ من الصحة وليس له أساس».
وقد اعتقلت سلطات الأمن البحرينية مجموعة من الناشطين الشيعة أخيراً، وقالت إنهم اعترفوا بأنهم يدعمون جماعة تخريبية داخل البحرين.
والأسبوع الماضي أعلنت منظمتا «هيومن رايتس ووتش» و «العفو الدولية» أن المنامة اعتقلت ثمانية ناشطين شيعة بينهم رجلا دين، ودعتا السلطات البحرينية إلى الإفراج عنهم أو اتهامهم رسمياً.
ومن بين الموقوفين عبد الجليل السنكيس، القيادي في حركة الحريات والديموقراطية «حق» الشيعية، ورجلا الدين محمد حبيب منصور الصفاف، المعروف باسم الشيخ محمد المقداد، وسعيد ميرزة أحمد، المعروف بالشيخ سعيد النوري، إضافةً إلى الناشط الشيعي عبد الغني علي عيسى خنجر.

(أ ف ب)