تجدّدت المواجهات المسلحة أمس بين الجيش اليمني ومسلحين قبليّين في مديرية لودر التابعة لمحافظة أبين الجنوبية بعد ساعات من إعلان الداخلية اليمنية القضاء على 40 من عناصر تنظيم «القاعدة». وقال مصدر يمني مطّلع إن «المواجهات اندلعت بين الجانبين إثر فشل وساطة قام بها وجهاء قبليون تقضي بانسحاب قوات الجيش من مديرية لودر إثر القضاء على عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة». وأضاف المصدر إنّ المسلحين القبليّين هاجموا رتلاً عسكرياً وأصابوا دبّابتين، مرجّحاً وجود قتلى وجرحى من الطرفين إثر الاشتباك.وفي السياق، اتهم القيادي في «الحراك الجنوبي»، ناصر حويدر، السلطات اليمنية بأنها تسهّل حركة عناصر تنظيم «القاعدة»، وتعلم أماكن اختبائهم، وبينهم فهد القصع، المتّهم بتدمير المدمرة الأميركية «يوأس أس كول»، والإمام المتشدّد أنور العولقي، المطلوب الأول للإدارة الأميركية.
ونفى حويدر، الذي أكد لموقع «نيوز يمن» أنه يتحدث من على بعد أمتار من منازل القياديين في القاعدة، أن يكون منخرطاً في التنظيم كما تتهمه وزارة الدفاع اليمنية، قائلاً «نحن في الحراك نرفض كل أعمال العنف، فنضالنا سلمي ونتمسك به». كما نفى وجود أي تنسيق بين الحراك والقاعدة. وأضاف «هؤلاء القياديون من القاعدة ينعمون بالخير والاستقرار، ويستقلون سيارات حكومية ويتحركون بمعرفتها»، متسائلاً «لماذا لا يُضبطون... لا أعتقد أن السلطة ستواجه أيّ مقاومة إن أرادت». إلا أن مصادر وزارة الدفاع اليمنية رفضت التعليق على حديث حويدر، وأكدت أن «مكافحة الإرهاب سياسة يمنية مدعومة إقليمياً ودولياً».
في هذه الأثناء، قال مسؤولون أميركيون إن وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية «سي أي ايه» رأت للمرة الأولى منذ تنفيذ هجمات 11 أيلول، أن تهديد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أكثر إلحاحاً بالنسبة إليها من تهديد التنظيم في مقره الأساسي بباكستان. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين، رفضوا الكشف عن هويتهم، قولهم إنّ التقويم الجديد، حث مسؤولي الإدارة الأميركية على الدعوة إلى تصعيد العمليات في اليمن، ومن بينها اقتراح بزيادة الهجمات الجوية التي تنفّذها طائرات من دون طيار، لتكون ضمن الهجمات العسكرية الأميركية.
في غضون ذلك، طلبت منظمة العفو الدولية أمس من الولايات المتحدة التحقيق في الاتهامات الجدية الموجّهة إليها باستخدام طائرات استطلاع لقتل أفراد في اليمن. وذكرت المنظمة في تقرير أصدرته أنّ «الولايات المتحدة نفّذت أو تعاونت في تنفيذ عمليات قتل غير قانونية في اليمن، وتعاونت تعاوناً وثيقاً مع القوى الأمنية اليمنية في أوضاع أخفقت فيها في احترام حقوق الإنسان».
(يو بي آي، أ ف ب)