رجّحت تقديرات أمنية إسرائيلية نجاح حركة «حماس» في تهريب قذائف مضادة للطائرات إلى قطاع غزة، متهمة إيران وسوريا بالوقوف وراء إمداد المنظمات الفلسطينية بهذه الأسلحة، وذلك في أعقاب كشف وكالة «معا» الفلسطينية معلومات عن ضبط قوات الشرطة المصرية مخزنين سريين يحتويان على قذائف مضادة للطائرات معدة للتهريب إلى القطاع.ووفقاً للوكالة عُثر داخل أحد المخازن السرية للمتفجرات بمنطقة المتمني الصحراوية التابعة لمدينة ومركز الحسنة بوسط سيناء، على مئة قذيفة مضادة للطائرات كاملة الأجزاء، إلى جانب مخزن سري آخر للمتفجرات بمنطقة الدقاق الصحراوية بمدينة الحسنة وسط سيناء، عثر بداخله على 90 قذيفة أخرى مضادة للطائرات كاملة الأجزاء كانت معدة للتهريب إلى غزة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن القذائف من طراز «اس ايه –7» المعروفة باسم «ستريلا»، وقد أصبحت موجودة بأيدي «حماس» والجهاد الإسلامي في القطاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النوع من القذائف ليس متطوراً، لكن تسلح الفصائل الفلسطينية بمئات منه من شأنه أن يؤثر على تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء القطاع.
وتوقعت الصحيفة في حال تدهور الوضع الأمني في قطاع غزة، احتمال لجوء الفصائل الفلسطينية إلى إطلاق هذه القذائف باتجاه الطائرات الحربية الإسرائيلية، ونصب كمائن مضادات جوية لطائرات إسرائيلية مدنية تحلق بالقرب من الشريط الحدودي بين إسرائيل والقطاع، إلى جانب إمكان إطلاق هذه القذائف على طائرات رش المبيدات التي يستخدمها المزارعون الإسرائيليون في الأراضي القريبة من القطاع.
ولفتت «هآرتس» إلى أن الجيش الإسرائيلي يعرف منذ وقت طويل بوجود قذائف مضادة للطائرات بحوزة الفصائل الفلسطينية في القطاع، لكن التقديرات هي أن عدد هذه القذائف ليس كبيراً، كما أنه ليس واضحاً لدى جهاز الأمن الإسرائيلي ما هو مستوى خبرة المقاتلين الفلسطينيين في استخدام هذه القذائف، ولا سيما أنها لم تُستخدم ضد الطائرات الإسرائيلية حتى الآن.
وأضافت الصحيفة، إنه في هذه الأثناء تسود تخوفات لدى إسرائيل من أن المحاولة المصرية الاستراتيجية لوقف تهريب الأسلحة إلى القطاع منيت «بفشلٍ مدوّ»، وخصوصاً في ظل تمكن المهربين الفلسطينيين من اختراق الجدار العازل.
في هذه الأثناء، أصيب ثلاثة نشطاء فلسطينيين من «سرايا القدس» الذراع المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي»، بجروح متوسطة، خلال اشتباكات مع قوة إسرائيلية توغلت فجر أمس في الأطراف الشرقية وسط قطاع غزة. وذكر سكان محليون أن قوة إسرائيلية معززة بآليات عسكرية، وبغطاء جوي، توغلت نحو 150 متراً شرق المخيّم تصدى لها الناشطون.
من جهةٍ ثانية، تظاهر آلاف الاسرائيليين أول من أمس للمطالبة بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز منذ 2006 في قطاع غزة، وذلك خلال تجمع في القدس لمناسبة إتمامه عامه الرابع والعشرين، تُليت خلاله رسالة دعم من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ودعت والدة الجندي عفيفة شاليط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعادة ابنها، ملمحةً الى وجوب أن يوافق على شروط تبادل السجناء التي وضعتها حركة «حماس» للإفراج عن الجندي.
وفي رسالة تلاها المستشار الأول في السفارة الفرنسية في تل أبيب أليكسي دوتيرتر، أكد ساركوزي «التصميم على العمل» من أجل الإفراج عن شاليط، مندداً بالمعاملة التي يتلقاها الجندي الإسرائيلي.
(أ ف ب، يو بي آي)