بعدما أطلق الزعيم الروحي لحركة «شاس»، عوفاديا يوسف، تصريحات تحريضية ضد العرب، واصفاً إياهم بأنهم أفاعٍ، تمنى أخيراً «الموت لأبو مازن والشعب الفلسطيني»
حيفا ــ فراس خطيب
مرةً أخرى، يطلق الزعيم الروحي لحركة «شاس» اليهودية المتديّنة، عوفاديا يوسف، تعابير عنصرّية تجاه العرب والفلسطينيين. ففي تعقيبه على المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تمنى يوسف في العظة الدينية الأسبوعية، أول من أمس «الموت» لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وشعبه، فيما وصفهم بأنَّهم «أشرار». وقال يوسف: «أبو مازن وكل هؤلاء الأشرار، فلينتهوا من هذا العالم. يضربهم الله هم وهؤلاء الفلسطينيين».
والتصريحات العنصرية التي أطلقها يوسف ليست الأولى من نوعها. فقد سبقها الكثير من التصريحات، حين هاجم يوسف المسلمين في درس ديني سابق في نهاية العام الماضي، ووصفهم بأنَّهم «حمقى وأغبياء ودينهم مقرف مثلهم»، على حد تعبيره.
وفي أيار عام 2000، قال «إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعاً»، ووصفهم بأنهم «أسوأ من الأفاعي السامة».
وعلّق رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديموقراطي، النائب جمال زحالقة، على تصريحات يوسف واصفاً إياها بأنها «خطيرة، لأن له مئات الألوف من الأتباع وله حزب سياسي ممثل بـ11 عضو كنيست، وهو يكرر هذه التصريحات المرة تلو الأخرى». ورأى أن «هذا التصريح ليس تصريحاً عنصرياً فحسب، بل دعوة مباشرة لقتل الفلسطينيين، وإذا كان يتمنى زوال الفلسطينيين وموتهم، فله أتباع يريدون تحقيق أمنياته».
وأضاف زحالقة: «لو صدرت مثل هذه التصريحات عن مرجعية دينية إسلامية بحق اليهود لقامت الدنيا ولم تقعد، ولو كان عندنا من الداخل لاعتُقل فوراً وزُجَّ في السجن». وخلص إلى القول: «المشكلة ليست في هذا الرأي، بل بغض الطرف عنه. عوفاديا يوسف ليس شخصية هامشية، بل هو من أهم المرجعيات الدينية في إسرائيل والسياسيون من جميع الأحزاب السياسية يحجون إلى بيته لينالوا رضاه ويحظوا بدعمه».
بدوره، رأى رئيس المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، غسان الخطيب، أن ما قاله الحاخام الإسرائيلي لا يعدو أن يكون تحريضاً على الكراهية، لافتاً إلى أن تصريحات يوسف «بيان للتحريض العنصري يتحمل المسؤولية عن زيادة الكراهية وتعميق النهج العنصري في المجتمع الإسرائيلي».
والحزب اليميني الحريدي «شاس» هو حزب يميني، معظم ناخبيه من اليهود المتدينين الشرقيين. ومنذ سنوات، يتخذ الحزب مواقف يمينية متشددة يتقدمها العداء للعرب أكثر فأكثر.
ولعل رئيس «حزب شاس»، وزير الداخلية إيلي يشاي، بات من أكبر المعارضين لأي تفاوض مع الفلسطينيين، ومن أكبر المطالبين بتجديد البناء الإسرائيلي في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. وصرّح الأسبوع المنصرم بأنه سيعارض بشدّة «استمرار تجميد الاستيطان». وقال أيضاً إنه لا يعلّق آمالاً تذكر على المفاوضات؛ لأنه «لا يرى في المستقبل الواضح للعيان قيادة فلسطينية يمكن التوصل معها إلى اتفاق».