strong>السلطة تستغرب الحديث الأميركي عن تقدّم في المفاوضـاترغم أن مواقف المعارضين لنتنياهو تبدو كأنها تمثّل ضغطاً عليه من أجل عدم التراجع أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلا أنها بالتأكيد تخدمه في تبرير تمسكه بعدم تمديد تجميد البناء في المستوطنات

علي حيدر
عشية لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي سيكون موضوع تمديد تجميد الاستيطان أحد محاوره الأساسية، بادر عدد من قياديي الائتلاف الحكومي، من داخل حزب «الليكود» وخارجه، إلى مناشدة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعدم التراجع أمام الضغوط التي سيمارسها البيت الأبيض في شأن استئناف البناء في مستوطنات الضفة الغربية بحلول نهاية شهر أيلول المقبل.
وذكَّر الوزير، يولي ادلشطاين، رئيس الحكومة بتعهده بعدم تمديد تجميد الاستيطان، مؤكداً ضرورة أن يكون «موقف رئيس الحكومة، عندما يصل إلى واشنطن، صلباً». ويُذكر أن نتنياهو أعلن في 26 تشرين الثاني الماضي تجميداً جزئياً ومحدوداً ومؤقتاً للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، إلا أن تقارير حركة «السلام الآن» الإسرائيلية تؤكد أن السلطات الإسرائيلية لا تطبق سياسة تجميد الاستيطان.
بدوره توجه رئيس حزب «البيت اليهودي» الوزير دانيال هيرشكوفيتش إلى نتنياهو بالدعوة إلى عدم التراجع أمام الرئيس أوباما، رابطاً ذلك «بالكرامة الوطنية» الإسرائيلية، ومشيراً إلى أنه بحسب معلوماته «يعتزم رئيس الحكومة الصمود بصلابة بوجه مطالب استمرار التجميد».
في موازاة ذلك، تتواصل الاتصالات المكثفة من رجال مكتب نتنياهو بالكتل الائتلافية، وفي مقدمتها حزب «يسرائيل بيتنا»، الذي أكد أحد مسؤوليه، وزير السياحة ستاس ماسيجنيكوف ضرورة استئناف البناء بعد انتهاء فترة التجميد، وخصوصاً «أننا حكومة يمينية ـــــ قومية».
أما بخصوص إمكان تعرض الحكومة للاهتزاز إذا لم يُجمَّد البناء الاستيطاني، أكد ماسيجنيكوف أن «حزب العمل اعتاد المشاركة في الحكومة وسيبقى فيها لأنه لا مكان يذهب إليه». لكنه عاد ودعا إلى «احترام الولايات المتحدة التي وافقت على تقييد التجميد الاستيطاني الذي حُدِّد لعشرة أشهر، لكن مع ذلك ينبغي إيقافه».
في السياق نفسه، بدأت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، مناقشة اقتراح قانون تقدم به نائب رئيس الكنيست كرمل شاما، الذي ينتمي إلى حزب الليكود، يقضي بإلزام نتنياهو بالحصول على تصديق الكنيست لتمديد تجميد البناء الاستيطاني.
في المقابل، يحاول رئيس الحكومة، كما نقلت تقارير إعلامية إسرائيلية، منع إمرار اقتراح القانون في اللجنة، حتى لا يتعرض للحرج أمام أوباما، لكنه يواجه بمعارضة شديدة من داخل «البيت»، إذ يؤيد هذا الاقتراح عدد من وزراء الليكود، من أمثال شاما، وادلشتاين وغلعاد اردن، إضافة إلى موشيه كحلون وآخرين.
إلى جانب ذلك، يواجه نتنياهو في هذه القضية معارضة من شريكه الائتلافي، حزب شاس الحريدي، الذي قال أحد كبار مسؤوليه لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني: «نحن سنصوت في اللجنة الوزارية لمصلحة تشريع اقتراح القانون كرمل شاما. التزمنا بإيقاف تجميد الاستيطان، وهكذا سنفعل».
وفي السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» أن لجنة التخطيط والبناء في القدس ستصدّق اليوم على بناء 60 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «بسغات زئيف». وأضافت أنّ من المقرر التصديق في اللجنة، رغم اتباعها الحذر في قراراتها لتفادي الأزمة مع الولايات المتحدة في أعقاب الأزمة السابقة التي نشبت بين حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية جراء إعلان بناء وحدات استيطانية جديدة في رمات شلومو خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإسرائيل.
أما بخصوص لقائه المرتقب مع أوباما، أكد نتنياهو أمام وزراء حزب الليكود أنه «لا بديل من محادثات مباشرة (مع الفلسطينيين)، ولا ينبغي التخلي عن الاتصال المباشر، فرام الله على بعد عشرة دقائق من هنا، وحان الوقت لأن يكون (الرئيس الفلسطيني) أبو مازن مستعداً للقائي، ومن ينشد السلام فعليه إجراء محادثات مباشرة».
وشدد نتنياهو، في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، على أنه سيسعى إلى «بذل ما في وسعه لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي وتعزيز عملية السلام» مع الفلسطينيين، مضيفاً: «لتحقيق هذا الهدف، نتحرك بالتشاور مع الولايات المتحدة ودول أخرى».
من جهة أخرى، قام، أمس، الموفدان الإسرائيليان، عوزي أراد ويتسحاق مالخو، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بزيارة للقاهرة لبحث آخر التطورات المتعلقة بقطاع غزة والمفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
في سياق متصل، لقي تصريح مستشار الرئيس الأميركي، دنيال شابيرو، عن تحقيق تقدم في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، استغراباً لدى مسؤولي السلطة الفلسطينية التي طلبت من الإدارة الأميركية تقديم إيضاحات بشأن التصريحات. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة «فرانس برس»: «طلبت اليوم رسمياً من الإدارة الأميركية إيضاحات بشأن وجود تقدم بين الإدارة الأميركية والجانب الإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة». وأضاف أن «المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل لم يقدم خلال اجتماعه الأخير (الخميس) مع الرئيس محمود عباس أي مواقف من الجانب الإسرائيلي بشأن قضيتي الأمن والحدود أو أي قضية من قضايا المرحلة النهائية».
وتابع عريقات: «نأمل أن يكون هناك تقدم، لكن نريد معرفته، ونعتقد أنه إذا حصل أي تقدم، فإن الإدارة الأميركية والمبعوث ميتشل سيعرضانه على الرئيس عباس».
ونقلت صحيفة معاريف عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قوله: «لم نتلقّ من نتنياهو أي إشارة تدل على تقدم».