خاص بالموقع - يتابع طلاب أردنيون وفلسطينيون في معهد إسرائيلي، ومع طلاب إسرائيليين دراسات متخصّصة في مجالات بيئية حديثة، مثل الطاقات المتجددة وتكنولوجيا العلوم، رغم اتهامات بـ «التطبيع» مع الدولة العبرية. وقالت طالبة أردنية تدرس في معهد وادي عربة للدراسات البيئية، «جئت لدراسة موضوع حديث يتعلق بالبيئة والأوزون ونوعية الهواء والمياه»، مضيفةً إنّ «هذا الموضوع جديد بالنسبة إليّ، والأبحاث التي نقوم بها هنا غير متوافرة في الأردن».وتؤكّد الطالبة البالغة من العمر 28 عاماً، التي عرّفت عن نفسها باسم «ندى»، «أدرس عن الاحتباس الحراري والبيئة ومشاكل بيئية معاصرة تؤثّر في حياتنا، ونحاول إيجاد حلول لها».
ويقع المعهد التابع لجامعة بن غوريون في النقب، في قلب الصحراء، حيث درجات الحرارة في الصيف هي الأعلى في إسرائيل. وتنتشر حوله ألواح شمسية ضخمة وخزّانات مياه.
وقد تأسّس المعهد عام 1996، بعد عامين تقريباً على توقيع معاهدة وادي عربة للسلام بين إسرائيل والأردن في 26 تشرين الأول عام 1994.
وتقول «ندى» «أريد أن أنهي دراسة الماجستير، بغضّ النظر عن الحملة التي شنّتها الصحافة الأردنية علينا، واتهمتنا فيها بالتطبيع مع إسرائيل، لمجرد أننا ندرس موضوعاً جديداً». وتؤكّد أنّ جلّ ما في الأمر هو «أنني أنهيت دراستي الجامعية في موضوع العلوم الإنسانية في الأردن، وعندما قرأت إعلان المعهد عن دراسة البيئة والمياه أعجبني الموضوع، وتقدمت للدراسة».
ويعرّف المعهد المموّل من الاتحاد الأوروبي والمؤسسة الأميركية للتنمية الدولية، نفسه بأنه «معهد رائد في مجال التعليم البيئي والأبحاث لبناء قادة مستقبليّين من العرب واليهود، ليتعاونوا معاً على حل التحديات البيئية في المنطقة».
من جهته، يقول رئيس قسم الطاقة والطاقة المتجددة في المعهد، طارق حامد، إنّ «القسم هنا جديد والمكان مناسب للأبحاث المستجدة. كما أنّ مستوى الأبحاث والمختبرات عالٍ جداً، إضافةً إلى التمويل». ويوضح هذا الباحث الفلسطيني، المتحدر من القدس، أنّ الأبحاث في قسمه تتركّز على «الخلايا الشمسية وتحويل الطاقة الشمسيّة إلى كهربائية، ونستخدم هذه الطاقة وقوداً للسيّارات». ويضيف «يقوم المعهد ببحث عن الأوزون ونوعية الهواء، وبحث آخر عن تنظيف الطاقة الشمسية من الغبار لأنه كلما زادت كمية الغبار قلّت كمية الكهرباء المنتجة»، على حدّ قوله.
ويجري المعهد أبحاثاً عن «العلوم والتكنولوجيا ومشاكلها الاجتماعية والعلمية وحلولها».
ويوضح حامد أنّ المعهد يضم «45 طالباً، منهم 17 طالباً عربياً بين أردنيين وفلسطينيّين، وآخرين من عرب إسرائيل».
ويوضح حامد أنّ «أحد شروط القبول في المعهد هو الإيمان بالتعايش»، لافتاً إلى أنّ المعهد يضمّ «نخبة من الخبراء في مجالات المياه والبيئة والطاقة في إسرائيل». وعن سبب التحاقه بالمعهد، يقول «أنا فلسطيني وعربي وأتساءل بغيرة: لماذا لا يحدث هذا في الجامعات الفلسطينية؟». وأوضح أنه أنهى دراساته العليا في الهندسة الكيميائيّة في أنقرة، ثم درس في الجامعات الأميركية، «وعندما عدت إلى فلسطين تقدّمت للتسجيل فلم أجد لي مكاناً في الجامعات الفلسطينية».
أما الطالبة وعد (23 عاما)، وهي فلسطينية من بيت جالا في الضفة الغربية، فتقول عن تجربتها في الالتحاق بمعهد إسرائيلي، إنّ «معرفتي للإسرائيليّين كانت من خلال جنود يدخلون المدن مع بنادق أو رشّاشات ويقفون على الحواجز، وهذه هي المرة الأولى التي أتعرّف فيها إلى الإسرائيليين كأناس عاديين». وتضيف «كانت فرصة لمعرفة كيف يفكر معظم الإسرائيليّين، وكيف تفكر شريحة معيّنة منهم».
وعن المشاكل التي تواجهها في الانتقال من الضفة إلى وادي عربة، تقول وعد «نحصل هنا على تصريح شهري. في البداية كانت الإدارة المدنية ترفض إعطاءنا تصاريح، لكنّ المعهد راجع المحكمة العليا وحصلنا على تصاريح». وعن دراستها، تقول «أحضّر للماجستير، تخصّصت في الرياضيات والمعلوماتية في جامعة بيت لحم، وأقوم ببحث عن إدارة المياه في الشرق الأوسط، ومشروعي هو عن البدو ومشاكل المياه والصحة ودور المرأة البدوية في إدارة المياه».
من جهته، يقول بنجامين لانجر «أنا يهودي من شمال أميركا، تربطني علاقات مع إسرائيل، وأُحضّر الماجستير في موضوع الصحة العامة البيئية والتعاون الصحي الفلسطيني الإسرائيلي». ويضيف إنّ الدراسة في المعهد «ليست فرصة للتعلّم والبحث فحسب، بل هي فرصة للتعرّف إلى الآخرين والاستماع إليهم. بإمكاني أن أرى كل الأطراف وأسمعهم، فهنا كل شخص صوته مسموع».
(أ ف ب)