محمد بديرتصاعد التوتر داخل حزب «العمل» الإسرائيلي وبلغ حداً بات يهدد معه زعامة إيهود باراك، في ظل أحاديث بدأت تتردد في أوساط قيادية عمالية عن بداية نهاية باراك كرئيس للحزب، وتالياً بداية تفكك الائتلاف الحكومي الراهن. فبعد يوم من الصدام الذي شهده اجتماع كتلة الحزب بين باراك ووزير التجارة والصناعة بنيامين بن إليعازر على خلفية اتهام الأخير لمستشار باراك الإعلامي بتسريب خبر لقائه بوزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، ارتفع منسوب التساؤلات عن مستقبل باراك السياسي في ضوء حالة العزلة التي بدا أن طوقها يشتد حوله داخل الحزب. ومن المعلوم أن كتلة حزب «العمل» شهدت، منذ ولاية الكنيست الحالية، حالات تمرد ضد باراك بلغت في بعض الأحيان حد التلويح بالانشقاق. إلا أن الجديد هذه المرة هو خروج أقرب المقربين من باراك عليه، الأمر الذي يعني بقاءه وحيداً على رأس حزبٍ يُتهم هو بإفقاده هويته السياسية وحيثيته الشعبية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن مسؤول في حزب العمل قوله إن «باراك يعاني من العزلة التامة وإن زعامته تكاد تكون معدومة». وأضاف «سوف ننتظر لنرى ما إذا كان لديه تأثير ما على (بنيامين) نتنياهو في المفاوضات السياسية، وإلا فإنها ستكون بداية النهاية للائتلاف ولزعامة باراك على حد سواء».
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن ثمة تساؤلات بدأت تُطرح داخل الحلبة السياسية عما إذا كان الوضع في قيادة حزب العمل يقترب من «انفجار كبير» يقلب الأوراق ويعيد تنظيم الاصطفافات السياسية. وبحسب بعض المعلقين، فإن هذا الانفجار قد يأخذ شكل خروج باراك من حزب العمل «الذي بدأ يبتعد عنه»، وانضمامه إلى نتنياهو، بحيث يكون تعييناً شخصياً له في وزارة الدفاع من دون أن يكون عضواً في حزب الليكود.
ورأى هؤلاء أن المحطة الرئيسية التي يمكن أن توضح وجهة الأمور هي لقاء نتنياهو بالرئيس الأميركي، باراك أوباما، وما سيتمخص عنه من قرارات تتعلق بالعملية السياسية. وبحسب التقديرات السائدة، فإنه في حال حصول انطلاقة جدية على المستوى السياسي مع الفلسطينيين، فمن شأن ذلك أن يشد الوضع الداخلي لحزب «العمل» ويوحد صفوفه وراء باراك، وإلا فإن الشروخ الداخلية سوف تزداد حدة إلى درجة تهدد معها وحدة الحزب.