strong>مهدي السيّداستبقت التقارير الإسرائيلية، أمس، لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للإشارة إلى أن جدول أعمال اللقاء يتضمن موضوعين أساسيين: منع تعاظم ايران وإقامة الدولة الفلسطينية. ففيما يريد نتنياهو أن يعمل أوباما ضد إيران، يريد اوباما من نتنياهو أن يكبح جماح الاستيطان وأن يتقدم الى تسوية في الضفة الغربية، وتتفرع من هذين الموضوعين عناوين أُخرى، أهمها مطالبة نتنياهو بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، ورغبة أوباما في تمديد قرار وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
ومعروف أن صفقة إحباط المشروع النووي الإيراني مقابل وقف الاستيطان في الضفة، توجد على جدول الأعمال منذ أن انتخب الرجلان لمنصبيهما. وبحسب «هآرتس»، فإن كل واحد يعرف ماذا يريد الآخر، لكنه يحاول أن يخفض السعر.
لكن الجديد هذه المرة، يتمثل في أن كليهما يأتي إلى اللقاء قوياً، متسلّحاً ببعض الإنجازات: اوباما أقر الإصلاحات الصحية في الكونغرس والعقوبات ضد ايران في مجلس الأمن، وأظهر الزعامة في إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال واستبداله بديفيد بترايوس قائداً أعلى في أفغانستان. نتنياهو سيطر على حزبه واستقر في كرسيّه من دون منافس في الليكود أو في المعارضة يمكنه أن يضايقه، يسقطه أو يهزمه في الانتخابات. ومع ذلك، يكمن ضعف الرجلين، بحسب «هآرتس»، في الساحة الدولية، لا في الداخل. فأوباما يحتاج الى إنجاز يُري العالم بأن أميركا ليست ضائعة. أما نتنياهو فيريد أن يحطم العزلة الدولية.
وتعرض نتنياهو عشية سفره إلى واشنطن لجملة ضغوط من اليمين الإسرائيلي، ومن داخل كتل الائتلاف الحكومي، وحتى من داخل حزبه، ترمي إلى ثنيه عما تصفه هذه الجهات بتنازلات جديدة يقدمها نتنياهو إلى أوباما، ولا سيما تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى محاولة احتواء هذه الضغوط.
ولهذه الغاية لجأ نتنياهو إلى تهدئة خواطر كبار المسؤولين في الليكود، فاجتمع بهم عشية سفره، معلناً أن «الهدف هو الانتقال الى محادثات مباشرة»، وأضاف «لن نسمح لأبو مازن بالتملص. نحن مستعدون للمفاوضات منذ الآن، ومواقفنا واضحة». وكرر أمامهم أن موضوع التجميد لن يكون الموضوع المركزي في الحديث مع أوباما.
في المقابل، بعثت كتل الائتلاف رسالة واضحة إلى نتنياهو تفيد بأنه لا يهم ما يطلبه أوباما، وأن تجميد البناء في الضفة الغربية سينتهي في موعده، أي في 26 أيلول. ففي «جلسة طارئة» عقدها رؤساء الكتل الائتلافية في الكنيست، لمّح رئيس كتلة البيت اليهودي، عضو الكنيست زبولون اورليف، إلى أن حزبه لن يبقى في الحكومة إذا لم يستأنف البناء. وفي خطوة تصبّ أيضاً في مسار الضغط اليميني على نتنياهو، كشف مجلس مستوطنات الضفة الغربية «يشع» استطلاعاً خاصاً بين منتسبي الليكود، أظهر أن 70 في المئة من المستطلعين يعتقدون أنه إذا ما قرر نتنياهو تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، فإن الأمر سيمسّ بصدقيّته، وأن وزراء ونواباً من الليكود ممن سيؤيدون استمرار التجميد بعد نهاية فترة التجميد الأصلية، سيتعرضون لضربة كبيرة، جراء تصريح 45 في المئة من المستطلعين بأن الأمر سيضعف ميلهم الى تأييد أولئك النواب في الانتخابات التمهيدية التالية. كما أن قرابة نصف المستطلعين يعتقدون أن على الوزراء والنواب أن يعملوا ضد رئيس الوزراء إذا ما قرر تمديد فترة التجميد.
وبحسب «معاريف»، فإن هذه النتائج بمثابة بطاقة صفراء من ناحية المنتسبين إلى كل من يعتقدون بأنه سيكون ممكناً مواصلة تجميد البناء في الضفة الغربية حتى بعد أيلول.
على الضفة الأميركية، أفاد تقرير بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيواجه مهمة صعبة بإقناع نتنياهو بوقف الاستيطان وقيام دولة فلسطينية.