علي حيدربعد يومين من اعتقال اليميني المتطرف حاييم فيرلمان بتهمة ارتكابه جرائم قتل بحق فلسطينيين، كشف أصدقاؤه في معسكر اليمين عن تسجيلات تتضمن لقاءه مع عميل للشاباك يدعى«دادا» يعرض عليه اغتيال الشيخ رائد صلاح.
ونفى مصدر أمني مشارك في التحقيقات مع فيرلمان، لموقع معاريف الإلكتروني أن يكون الشاباك قد حاول تجنيده للقيام بعمليات، بل «أردنا فقط فحص حدوده» و«الهدف كان الوصول إلى وضع يمنح فيه فيرلمان الثقة برجلنا بهدف التآمر أو التثبت من الشكوك تجاهه بخصوص عمليات القتل».
هذا، وكشفت التسجيلات، التي بثها التلفزيون الإسرائيلي، عن أن فيرلمان كان عميلاً للشاباك ويقدّم المعلومات عن التيار اليهودي المتطرف في إسرائيل والأراضي المحتلة في مقابل المال.
مع الإشارة إلى أن فيرلمان كان عضواً في حركة كاخ الدينية العنصرية التي تدعو إلى طرد الفلسطينيين من إسرائيل ضمن حدودها التوراتية، والتي أحرجت إسرائيل في فترة الثمانينيات، حتى اضطرت إلى استصدار قرار يعدّها حركة خارجة عن القانون.
وبحسب ما نشرت صحيفة «هآرتس»، عُقدت في المرحلة الأولى لقاءات بين رجال الشاباك وفيرلمان، في فنادق، في محاولة لتجنيده ليكون «مصدراً» للمعلومات، فيما كان «هدفاً». وفي المرحلة الثانية ابتدع رجال الشاباك حيلة تحقيق أخرى، وأُجري لقاء معه، حيث استُدرج للبوح بمعلومات عن ماضيه، إلا أن فيرلمان أدرك أنه وقع في شرك وبدأ يسجل الأحاديث.
في مقابل ذلك، نقلت «هآرتس» أيضاً عن مصادر أمنية قولها إن الهدف من التواصل الذي قام به رجال من الشاباك مع فيرلمان، هو استكشاف إن كان هناك أدلة على مشاركته في عمليات قتل استهدفت فلسطينيين. وأوضحت المصادر نفسها أن القسم اليهودي في الشاباك يجد صعوبات في متابعة عناصر عنيفين في اليمين المتطرف، وأن جمع الأدلة على فيرلمان اقتضى استعمال حيل تحقيق مختلفة.
في هذا السياق، أقر الشاباك بأنه استخدم فيرلمان لجمع معلومات عن اليمين المتطرف لعدة أشهر في عام 2000 (لا في عام 2002 كما أوضح الشاباك بالخطأ سابقاً). لكنه أوضح أنه لم يكن يعلم في حينه بارتكاب فيرلمان لجرائم قتل في نهاية التسعينيات.