محمد بديربدأت المفاعيل الداخلية للتفاهم الأميركي ـــ الإسرائيلي بشأن الدفع باتجاه المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالظهور. ومن أولى نتائج الحراك السياسي على الساحة الحزبية الداخلية في الدولة العبرية، التي يمكن أن تقود في مرحلة لاحقة إلى إعادة تأليف الائتلاف الحكومي، تفاقم الخلاف بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، الذي حظي بدعم حزب «شاس» في خلافه الجديد مع رئيس الوزراء.
وعلى خلفية هذه الأزمة داخل الائتلاف، حصل لقاء بين رئيس حزب «العمل»، وزير الدفاع، ايهود باراك، ورئيسة حزب المعارضة، «كديما»، تسيبي ليفني.
وكشفت وسائل إعلام عبرية أن خلافات جديدة اندلعت بين ليبرمان و«بيبي» داخل الاجتماع الحكومي، على خلفية تصويت وزراء «إسرائيل بيتنا» ضدّ مشروع الموازنة التي أعدّها وزير المال، يوفال شتاينتس (من حزب «الليكود») المقرَّب من نتنياهو، بحجة أن هذا المشروع يقلّص من الاعتمادات المخصصة للوزارات التي يشغلها وزراء حزب ليبرمان.
ورغم اتفاق رئيس الحكومة ووزيره على اللقاء اليوم الاثنين لتهدئة الأجواء بينهما، فإنّ الخلاف خرج إلى العلن بسبب قرار ليبرمان تعيين سفير مؤقت لدى الأمم المتحدة، من دون الحصول على موافقة رئيس الحكومة. تُضاف خطة ليبرمان بالانفصال التام عن قطاع غزة، وهي التي أطلقها عشية زيارة نتنياهو إلى القاهرة، في محاولة منه لتمييز نفسه عن التوجه السياسي الذي يسلكه رئيس الحكومة.
انفجار الخلاف هو نتيجة تراكم مجموعة من الأحداث أشعلت غضب الطرفين بعضهما ضد بعض؛ ففي مطلع الشهر الجاري، هدّد ليبرمان بتفجير أزمة حكومية على خلفية عدم استشارته قبل عقد اللقاء السرّي الذي بات شهيراً بين الوزير بنيامين بن اليعازر، ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في بروكسل قبل نحو أسبوعين.
وقد أعلنت حركة «شاس» الدينية، بزعامة وزير الداخلية، إيلي يشاي، دعمها لحزب «إسرائيل بيتنا»، نتيجة تباينها مع رئيس الحكومة في الموقف من قانون اعتناق اليهودية، الذي عبّر نتنياهو عن معارضته له خلال جلسة الحكومة، متعهداً بأن «هذا القانون لن يمر».
وأكدت مصادر في «شاس» لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الانترنت، عزمها على دعم هذا القانون «حتى النهاية»، ملوحة بأن «كل السيناريوهات ممكنة لهذا الدعم»، في اشارة ضمنية إلى امكان الاستقالة.
ويرى المقربون من نتنياهو أنّ سبب أداء ليبرمان في الفترة الأخيرة، هو استعداده للاستقالة من الحكومة على خلفية التقدّم المحتمل في «مفاوضات السلام»، واحتمال انضمام «كديما» إلى الائتلاف الحكومي، رغم صدور إشارات تهدئة في محيط ليبرمان، ونفي أي نيات للاستقالة.
وبموازاة تصاعد التوتر بين نتنياهو وليبرمان، عُقد لقاء بين باراك وليفني في مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب. ورغم أنّ البيان الذي صدر بعد الاجتماع اقتصر على أنّ «وزير الدفاع أطلع ليفني على مواضيع سياسية وأمنية»، فإنّ التقديرات الداخلية تفيد بأن المسؤولين خصّصا قسماً من اللقاء للتباحث في الموضوع الداخلي والوضع الحكومي، ولا سيما أنّ باراك يتحدث منذ شهور عن تغيير تركيبة الحكومة بضم «كديما»، ودفع حزب «اسرائيل بيتنا» إلى الانسحاب.
لكنّ مقربين من ليفني أكدوا بعد اللقاء أن انضمام «كديما» إلى الحكومة ليس مطروحاً الآن، وأن شروط الانضمام تستدعي تغيير سياسة الحكومة وتركيبتها، موضحين أن «نتنياهو وباراك يعرفان ذلك».