عادت معارك «الإلغاء الجهادي» إلى الواجهة مجدداً في القلمون الشرقي (ريف دمشق الشمالي الشرقي)، حيث دارت مواجهات عنيفة بين «جيش الإسلام» و«جيش تحرير الشام» في بلدة الرحيبة القلمونية، أدّت إلى مقتل وجرح عدد من مسلحي الطرفين. وتداولت «المواقع» المعارضة روايتين مختلفتين قدمهما طرفا النزاع. الرواية الأولى قدمها أحد إعلاميي «جيش الإسلام»، بقيادة زهران علوش، اتهم «تحرير الشام» بالهجوم على حاجز له في «الكتيبة النارية»، وطرد جميع عناصره منها، الذين «آثروا الانسحاب حقناً للدماء».
وأشار إلى أن أفراد «تحرير الشام» نعتوا مقاتلي علوش بـ«الصحوات والمرتدين». (صفات تطلقها «داعش» على أعدائها من «جبهة النصرة» وغيرها).
وتناقضت رواية «تحرير الشام» عن رواية «خصمه»، إذ اتهم عناصر علوش بـ«الغدر» بمسلحي «التحرير» في الرحيبة، وبأنهم يمرون على حواجز الجيش السوري بفتوى أصدرها «شرعيّو» علوش.
وأعلن المتحدث الرسمي لـ«تحرير الشام»، نورس رنكوس، أن مصير قائده النقيب المنشق فراس بيطار لا يزال مجهولاً، بعد مهاجمة مسلحي «جيش الإسلام» لمقارهم فجر أمس، بعد فقدان الاتصال به، عقب الاشتباكات الدائرة بين الطرفين. وأشار رنكوس إلى أن «مسلحي علوش اعتدوا بشكل مباشر على البيطار»، مؤكداً أنهم «سيواجهون العنف بالعنف والحوار بالحوار، وعلى استعدادٍ لردع أي اعتداء».
«التحرير» اتهم «جيش الإسلام» بمقاتلة أي فصيل يرفض الانضمام إليه، بحجة انتمائه إلى «داعش»، وإطلاق النار على أهالي المدينة أثناء خروجهم في المظاهرة، نافياً الاتهام الذي وجّهه له «جيش الإسلام» بمبايعة «داعش» والسماح للأخير بـ«التوسع في منطقة القلمون»، وتلقّي دعم مالي وعسكري من التنظيم. وزادت حدة الخلافات بين الطرفين في الآونة الأخيرة، بعد رفض «تحرير الشام» قتال «داعش» والدخول في حلف مع «جيش الإسلام»، وزيارة البيطار السرية لمحافظة الرقة.
وفي الغوطة الشرقية، تستمر الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي زهران علوش في محيط سجن عدرا المركزي، حيث بدأ «جيش الإسلام» عملية جديدة بهدف السيطرة على منطقة تل كردي والسجن المركزي، وذلك بعد فشل عمليتهم الأخيرة في محيط إدارة المركبات في حرستا.
أما في الزبداني، فصدّ الجيش السوري والمقاومة اللبنانية هجوماً لمسلحين، من خارج منطقة الزبداني، على استراحة قصر العلالي وقصر موزة شمال شرقي المدينة. وأكدت المعلومات وقوع حوالى 30 مسلحاً بين قتيل وجريح، في ظل قصف مدفعي طال نقاط المسلحين في الجبل الشرقي للزبداني وبلدة مضايا.
أما في المنطقة الجنوبية، فاستهدفت مدفعية الجيش، بمختلف الأنواع، وبالتزامن مع غارات للطائرات، تجمعات المسلحين في قرى وبلدات الشيخ مسكين ونوى وأنخل وطفس وجاسم وداعل واليادودة وأبطع في ريف درعا، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم. ودمّرت مجموعات المضادة للدروع في الجيش السوري جرافة «تركس» للمسلحين في بلدة الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي.
في غضون ذلك، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش و«داعش» في محيط حقل شاعر، غربي تدمر، في ريف حمص الشرقي، فيما خاض الجيش مواجهات أخرى ضد مسلحي «غرفة عمليات الاعتصام بالله»، جنوبي مدينة تلبيسة، شمالي حمص.
إلى ذلك، شهد الريف الشمالي لمحافظة حماة اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحي «جيش النصر» على حاجز معركبة، شرقي اللطامنة. وفي السياق، أعلن التلفزيون السوري أن الجيش صادر شاحنة تحمل 600 صاعق كهربائي معدّ للتفجير عند معبر العريضة الحدودي مع لبنان، وكانت متوجهة إلى حماة.
في موازاة ذلك، أغلقت السلطات التركية معبر باب الهوى الحدودي، شمالي إدلب، بشكل كامل وإلى أجل غير مسمى، لكافة الحالات (التجارية والإغاثية والعلاجية)، إثر مقتل أحد الجنود الأتراك في تبادل لإطلاق النار مع مهربين.
وفي ريف اللاذقية الشرقي، وتحديداً على محوري قمة النبي يونس وجبل التركمان، دارت مواجهات بين الجيش من جهة ومسلحي «جبهة النصرة» و«الفرقة الأولى الساحلية» التابعة لـ«الجيش الحر»، من جهة ثانية.
(الأخبار)