حسم التيار الصدري أمس موقفه المعارض لترشح رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، في وقت يتوقع أن يسرّع تصديق المحكمة العليا على نتائج الانتخابات في تأليف الحكومة
بغداد ــ الأخبار
حذّر رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، من مخاطر دعوة المجتمع الدولي لتأليف الحكومة العراقية المتعسّرة، في وقت قضى فيه التيار الصدري على جهوده المتواصلة للفوز بولاية جديدة لرئاسة مجلس الوزراء.
وشدد المالكي، الذي كان يتحدث في افتتاح المؤتمر الثالث لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال طالباني، على أن «الجهات التي تطالب بتدخل المجتمع الدولي وبإبقاء البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة من أجل تأليف الحكومة المقبلة ستمهّد إلى احتراب إقليمي بشأن القضية العراقية، لا الى احتراب داخلي فقط».
في هذه الأثناء، قال رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي مدحت المحمود، إن المحكمة الاتحادية العراقية صدّقت على أسماء جميع النواب المرسلة إليها من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، «باستثناء مرشحين فائزين هما عمر عبد الستار الكربولي من القائمة العراقية وفرات محسن الشرع من الائتلاف الوطني».
وبينما كانت المحكمة تعلن قرارها، أكد الأمين العام لكتلة الأحرار، التابعة للتيار الصدري، أمير الكناني، «أن حصول الصدريين على أربعة مقاعد في لجنة الـ14 المشكّلة من الائتلافين الوطني ودولة القانون، يعني عدم حصول المالكي على نسبة الـ80 في المئة التي ترشحه ليكون مرشح الائتلافين لرئاسة الحكومة، لأننا لن نصوّت للمالكي لولاية ثانية». وقال «ليس لدينا رغبة في تجديد الولاية لرئيس الوزراء نوري المالكي، لأننا لا نرغب في تكرار ما حدث خلال السنوات الأربع الماضية».
ووفقاً للمعطيات، من غير المرجح أن يتمكن أي مرشح من الائتلاف من الحصول على نسبة 80 بالمئة التي اتفق عليها، لأن أعضاء دولة القانون سيصوّتون لمرشحهم الوحيد نوري المالكي، وسيصوّت الصدريون لإبراهيم الجعفري الذي سيحصل على أصواتهم، وسيصوّت عضوا المجلس الأعلى الإسلامي لمصلحة عادل عبد المهدي، ويبقى صوت حزب الفضيلة الذي لم يحدد وجهته لغاية الآن.
ووسط هذه الاعتراضات، فإن احتمال ظهور مرشح تسوية أمر وارد، إذ إن إصرار الكتل السياسية على مرشحيها ربما لن يحلّ مسألة تأليف الحكومة إلا مع ظهور مرشح تسوية ترضى به جميع الأطراف السياسية،
وهو ما شجّع على طرح فكرة تأليف «محور جديد» للتحالفات، يمكن أن يضم العراقية والتحالف الكردستاني ومكوّنات الائتلاف الوطني، ولا سيما بعد فشل محاولات ترطيب الأجواء بين المالكي وزعيم «العراقية» إياد علاوي.
وفي السياق، أكد القيادي في القائمة العراقية، صالح المطلك، أن كتلته يمكن أن توافق على مرشح الائتلاف الوطني لرئاسة الحكومة عادل عبد المهدي، لو فشلت هي في تأليف الحكومة، في وقت أكد فيه القيادي أسامة النجيفي أن العراقية لديها تفاهمات جيدة، سواء مع التحالف الكردستاني أو الائتلاف الوطني، بشأن تأليف الحكومة المقبلة، مع تمسكها بحقها الدستوري في رئاستها.
إلى ذلك، انسحبت القوات الأميركية أمس من نقاط التفتيش في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، في وقتٍ أعلنت فيه مصادر في ثلاث وزارات عراقية مقتل 337 شخصاً وإصابة 718 آخرين بجروح في أعمال عنف في شهر أيار الماضي.


طالب رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني أمس، في افتتاح المؤتمر الثالث لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، مجدداً بضمان حقوق الأكراد. ودعا إلى تطبيق الدستور وإجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد. وأكد دعم جلال الطالباني لمنصب رئاسة الجمهورية.