كشف مصدر أمني سعودي رفيع المستوى، لصحيفة «الوطن» السعودية، أنه أُلقي القبض على هيلة قصير التي تنتمي إلى تنظيم «القاعدة» قبل أشهر، مؤكداً بذلك ما كان التنظيم قد أعلنه قبل أيام في بيان، من تهديده باستهداف أمراء آل سعود ردّاً على اعتقال سيدته الأولى، وذلك بالتزامن مع إعلان السلطات الأمنية السعودية أنها أفشلت أكثر من 220 محاولة اعتداء للتنظيم. وقال المصدر الأمني إن هيلة اعتقلت في وسط مدينة بريدة القديمة شماليّ الرياض مع مطلوبين أمنيين من عائلة واحدة، وذلك قبل أشهر. وأضاف أن «القاعدة بات جلياً قربه من تقديم مصالح الدولة العبرية من خلال محاولة سحب الأضواء الإعلامية نحو المنطقة وتحويل البوصلة الإعلامية عمّا يجري في غزة المحتلة هذه الأيام»، مستدلاً بأن «إلقاء القبض على هيلة القصير جرى قبل عدة أشهر، ولم تتحرك القاعدة إلا بعد أحداث غزة».
في المقابل، نفى المصدر نفسه أن يكون الزوج الأول لهيلة (عبد الكريم الحميد) معتقلاً لدى سلطات الأمن السعودية، وقال إن «الحميد، الملقب بـ«الديك» يُعالج ويجري تأهيله في الصحة النفسية بعدما تحول على نحو مفاجئ إلى حياة تقشفية».
وعُرف عن هيلة وجودها في المجمعات التجارية لاستغلال تعاطف النساء مع المتدينين والأحوال الإنسانية وجمع تبرعات لـ«القاعدة»، بحسب الخبير بشؤون التنظيمات الإرهابية الدكتور فايز الشهري، الذي قال إن هيلة كانت تبحث عن الذات منذ صغرها، ما قادها إلى أن تصبح واجهة التمويل في الفترة الأخيرة.
وهيلة، المعروفة حركياً بـ«أم الرباب»، هي سيدة «القاعدة» الأولى، وخططت لتأسيس تنظيم نسوي. وقالت صحيفة «عكاظ» السعودية إن هيلة «تتولى جمع التبرعات لتنظيم القاعدة في اليمن»، وإنها «تعمل زعيمة للمجموعة التي يفترض أن تنشط في مجتمع المرأة واستغلال عاطفتها ودفعها إلى التبرع بالمال والمصاغ».
وأضافت الصحيفة أن «هيلة قبل اعتقالها نجحت في جمع أموال طائلة كانت جُلها من عائد جلب الزكوات والصدقات من نساء تعاطفن معها، ولم يرتبن في سلامة مقصدها، مستغلة بذلك عملها في المجال الدعوي وثقة النساء بها كداعية».

إفشال أكثر من 220 محاولة اعتداء للتنظيم: قدرنا أن نواجه هذا الاستهداف الشرس

وفي السياق، قال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف، خلال استقبال وزير التجارة والصناعة عبد الله زينل علي رضا يرافقه رئيس مجلس الغرف التجارية صالح بن عبد الله كامل، إن قوات الأمن تمكنت من إفشال أكثر من 220 اعتداء لـ«القاعدة». وأضاف: «يجب أن نعرف أننا ما زلنا مستهدفين من هؤلاء الضالين والخوارج الذين تنطبق عليهم فعلاً صفة الخوارج»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية «واس»، أمس. وتوعد «القاعدة» قائلاً: «نحن نسير بالقوة نفسها وبالعزيمة نفسها لمواجهتهم. قدرنا أن نواجه هذا الاستهداف الشرس غير المبرر الذي يرفضه العقل والدين قبل كل شيء».
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في أواخر آذار الماضي أن قوات الأمن تمكنت من القبض على 113 شخصاً يؤلفون ثلاث خلايا إرهابية، الأولى من 101 إرهابي والخليتان الثانيتان كل منهما تتكون من 6 أشخاص، ومن بين المقبوض عليهم انتحاريون، لتنفيذ هجمات في الداخل واستهداف منشآت وطنية والترصد لرجال أمن بقصد استهدافهم.
وبحسب البيان، فإن بين الموقوفين 47 سعودياً بينهم امرأة و51 يمنياً، إضافة إلى صومالي وبنغلادشي وإريتري.
(يو بي آي، الأخبار)