مهدي السيّديأتي ذلك في أعقاب إعلان مسؤولين أمنيّين إسرائيليين، خلال اجتماع «السباعية»، أن الجيش الإسرائيلي أنهى التحقيقات العسكرية بشأن الهجوم على السفينة «مرمرة»، وأنّ التحقيق العسكري سيكون أساس عمل لجنة التحقيق في حال تأليفها.
في موازاة ذلك، تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لضغوط دولية كبيرة لكي يوافق على إجراء تحقيق دولي.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن نتنياهو تلقى أول من أمس عدداً كبيراً من الاتصالات الهاتفية من قادة دول طالبوه بالموافقة على إجراء تحقيق دولي. وقالت «يديعوت» إنّ نتنياهو يعارض تأليف لجنة تحقيق دولية تحسّباً من أن تمثّل موافقة كهذه سابقة.
ويثير موقف نتنياهو تساؤلات عن مدى قدرته على الذهاب حتى النهاية في رفضه تأليف لجنة تحقيق دولية، وخصوصاً أنّ الأميركيين يحذّرون، بحسب «معاريف»، منّ أن تأجيل القرار الإسرائيلي سيؤدي إلى انعقاد مجلس الأمن للتنديد بإسرائيل، وأن الولايات المتحدة لن تتمكّن هذه المرة من منعه.
إلى جانب التداعيات السياسية والقانونية للأزمة التركية ـــــ الإسرائيلية، برزت أيضاً التداعيات الأمنية السلبية على إسرائيل تحديداً. وفي هذا المجال، ذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ القلق يسود في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تعيين هاكان فيدان، مساعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، رئيساً للاستخبارات العامة التركية، نظراً إلى أن تل أبيب تعدّه مقرّباً من إيران.
ومن مظاهر التداعيات الأمنية السلبية على إسرائيل، ما أفادت به مجلة «صنداي تايمز» اللندنية من أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل قلقة جداً، في ضوء التقارير التي وصلت إلى وزارة الدفاع في إسرائيل، والتي تشير إلى إمكان أن يكون الأتراك قد قرّروا إغلاق قاعدة استخبارات إسرائيلية قائمة على الأراضي التركية، على مسافة غير بعيدة من الحدود مع إيران. وقال مصدر إسرائيلي مطّلع للصحيفة إنه «إذا حصل هذا، فإن إسرائيل ستفقد أذنيها بل وأنفها، الذي يراقب الساحة الخلفيّة لإيران».
وفي السياق ذاته، ذكرت «يديعوت» أن سلاح الجو الإسرائيلي، يبحث الآن عن مناطق تدريب بديلة للمجال الجوي التركي، وأنّ أحد البدائل التي تجري دراستها هو رومانيا.
وأصدر الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة توجيهاً جديداً من شعبة العمليات يحظر على الجنود وعلى الضباط السفر إلى تركيا.
وفي إطار تدهور العلاقات، أعلن وزير الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر لـ«رويترز» أنّ «المشروعات الكبرى مثل مواصلة بيع عشر طائرات من دون طيّار من نوع هيرون توقّفت». وأضاف «أنا ممّن يعتقدون اعتقاداً راسخاً بأنّه سيأتي يوم ما وتعود فيه العلاقات كما كانت، وعندئذ سنجدّد الأحلام والمشروعات».
وفي موقف لافت، رأى نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، اللواء في الاحتياط عوزي ديان، أنه إذا جاء رئيس الوزراء التركي على متن بارجة حربية تركية إلى قطاع غزة، فإنه يجب التعامل مع ذلك على أنه إعلان حرب. وأضاف لإذاعة الجيش الإسرائيليّ «إذا جاء مع بوارج حربية تركية فهذا إعلان حرب من دون أدنى شك، وعلينا أن نضع خطاً واضحاً، والقول مسبّقا أنّ من يتجاوز (من البوارج) هذا الخط لن تجري السيطرة عليه بل سيجري إغراقه».