لا يبدو أن ردود الفعل الدولية في شأن مخطط الهدم في القدس من شأنها تعديل النية الإسرائيلية، التي حاولت تمييع القرار بالإشارة إلى أنه يشمل «يهوداً وعرباً»، فيما يعمد مستوطنون إلى طرد فلسطينيين من المدينة المحتلة
علي حيدر
في محاولة للتعمية على الخلفية العنصرية لسياسة التنكيل التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة، أعلن وزير الامن الداخلي يتسحاق اهارونوفيتش، أن تدمير المنازل غير القانونية سيشمل «عرباً ويهوداً على حد سواء»، مؤكداً الاستعداد لمواجهة أي احتجاجات فلسطينية على تنفيذ القرار.
وأكد اهارونوفيتش ان توقيت هذا القرار مرتبط بمجموعة عوامل «عملانية واخرى سياسية»، اضافة إلى كونه متصلاً بتقدير وضع محلي تجري دراسته يومياً وبحساسية.
من جهة اخرى، اعلن عضو الكنيست عن كتلة الاتحاد القومي اليميني المتطرف، أوري أريئيل أن المستوطنين في حي سلوان في القدس المحتلة يعتزمون، حتى الرابع من تموز المقبل، إخلاء 4 عائلات فلسطينية تسكن في منزل مجاور منذ اكثر من 50 عاماً، بزعم أنه يعود لملكية يهود هاجروا من اليمن منذ نهاية القرن التاسع عشر.
وانسجاماً مع توجهات المستوطنين، اوضح وزير الامن الداخلي ان الشرطة كانت تنوي تنفيذ عملية الاخلاء، الا ان ذلك أجِّل في أعقاب تدخل المستوى السياسي.
من جهته، توصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تسوية مع الجناح اليميني في حزب الليكود على صيغة القرار الذي سيطرح للتصويت اليوم في مركز الحزب، والمتعلق باستئناف البناء في المستوطنات بعد انتهاء فترة التجميد في أيلول المقبل.
ولم يكتف نتنياهو بالتسوية التي عقدها بل قرَّر ايضاً مع عدد من وزرائه التغيّب عن حضور جلسة المركز، وهو ما يفترض أن يؤدي إلى إفقادها أهميتها السياسية الداخلية، حيث كان من المتوقع أن تشهد نقاشات سياسية صاخبة
وأفادت تقارير إعلامية أن قرار رئيس الوزراء التغيّب عن الجلسة لقي ردود فعل متفاوتة داخل الليكود؛ ففي وقت عبّر فيه البعض عن استيائهم من هذا الخيار، اشار آخرون إلى انه يهدف إلى الامتناع عن مواجهة سياسية داخل الحزب، قبيل توجه نتنياهو إلى الولايات المتحدة مطلع الشهر المقبل للقاء الرئيس الأميركي باراك اوباما.
وفي موسكو، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق روسيا من نية السلطات الإسرائيلية هدم منازل للفلسطينيين في حي سلوان. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن بيان للوزارة قوله إن «النوايا المعلنة لهدم عدد من المنازل في القدس الشرقية تحتاج إلى التصديق، لكن الأنباء عن هذا المخطط أثارت قلق موسكو، إذ إنه يمس بأحد المسائل الأكثر حساسية المتعلقة بالتسوية النهائية».
على صعيد آخر، أكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن محادثات التقارب التي يديرها المبعوث الأميركي الخاص، جورج ميتشل، لن تتوصل إلى أي تسوية، مشيراً إلى أن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أوضح للأميركيين أنهم يوهمون أنفسهم. ولفت المصدر الاسرائيلي إلى ان ليبرمان لا يرى ان هناك شريكاً في الجانب الفلسطيني انطلاقاً من ان الرئيس محمود عباس «لا يمثل الفلسطينيين في غزة ومن المشكوك فيه ان يكون يمثل الفلسطينيين في الضفة». ولتأكيد صحة كلامه، اضاف المصدر انه «لو جرت اليوم انتخابات في السلطة من غير المؤكد ان يفوز فيها الرئيس الفلسطيني الحالي».