غزة ــ قيس صفدي أكدت غزة أمس أنها لم تعتد الجلوس على «مقاعد المتفرجين» مع ارتقاء خمسة شهداء في غارات جوية وإطلاق نار من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، أعقبت صواريخ محلية الصنع أطلقتها المقاومة الفلسطينية، رداً على المجزرة الإسرائيلية بحق «أسطول الحرية».
واغتالت طائرة حربية إسرائيلية ثلاثة من نشطاء ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، هم القائد الميداني صلاح الدين هايل القاضي، وعلي غنام وعرفات غنيم.
واستشهد الفلسطينيان شعيب الأسطل وحمادة شهوان في اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وادعت الإذاعة العبرية أن جيش الاحتلال أطلق النار تجاه مقاومين فلسطينيين حاولوا التسلل عبر السياج الحدودي الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة.
وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، الطبيب معاوية حسنين، إن الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف التي توجهت للمنطقة لم تعثر على جثتي الشهيدين، فيما أفاد شهود بأن سيارات إسعاف إسرائيلية حضرت إلى المكان عقب وقوع اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين.
وأفاد الشهود في المنطقة بأن المدفعية الإسرائيلية أطلقت نحو خمس قذائف مدفعية تجاه المنازل السكنية والأراضي الزراعية، في وقتٍ فتحت فيه المروحيات الحربية نيران أسلحتها الرشاشة في كل الاتجاهات.
وسبق الغارة الجوية إعلان مصادر عسكرية إسرائيلية سقوط صاروخين قرب مدينة المجدل (عسقلان) داخل فلسطين المحتلة عام 48، من دون وقوع إصابات أو أضرار.
وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ من قطاع غزة سقط في محيط المجلس الإقليمي في النقب الغربي، في ردّ «أولي» على المجزرة الإسرائيلية بحق «أسطول الحرية».
وتبنت «كتائب شهداء الأقصى ـــــ مجموعات الشهيد عماد مغنية»، إطلاق صاروخين على بلدة سديروت الإسرائيلية، وصاروخ ثالث على موقع كيسوفيم العسكري الإسرائيلي شرق دير البلح وسط القطاع، «في إطار التصدي للتوغلات والاعتداءات الاسرائيلية وآخرها ارتكاب مجزرة بحق المتضامنين على متن اسطول الحرية».
وفي إطار التصعيد الإسرائيلي، برز موقف للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي أشار إلى أن إسرائيل تنوي شنّ هجوم واسع على قطاع غزة للتعويض عن هزائمها السابقة، إلا أنه حذّر من أن «دول المنطقة ستزيل النظام الصهيوني إذا نفذ هجوماً على غزة».
في غضون ذلك، طالب عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، النائب صلاح البردويل، «السلطة الفلسطينية في الضفة بوقف التنسيق الأمني والمفاوضات والاعتقالات في الضفة قبل إعلان مبادرات لزيارة قيادات من حركة فتح لغزة للمصالحة».
وقال البردويل، تعقيباً على قرار اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح» بإيفاد وفد من أعضائهما إلى غزة لبحث المصالحة يرأسه رجل الأعمال المستقل منيب المصري، «لا وقت كثيراً للمبادرات والزيارات بهدف المناورة، فقد جربنا مثل هذه الزيارات المراوغة والرحلات المكوكية التي تنتهي بعبارة وقّعوا الورقة المصرية».