مهدي السيّدانعقد المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل، للمرة الثانية في غضون يومين، للبحث في تداعيات الاعتداء الذي شنّه جنود البحرية الإسرائيلية على أسطول الحرية.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن أحد المواضيع التي ناقشها المجلس الوزاري المصغّر يتعلق ببحث إمكان تأليف لجنة تحقيق إسرائيلية في مجريات الاعتداء لاحتواء المطالب الدولية. وفيما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن المجلس الوزاري المصغّر درس إمكان إدخال محافل أوروبية ضمن لجنة التحقيق الإسرائيلية كمراقبين فقط، كشفت «هآرتس» عن أن مستشارَي رئيس الحكومة الإسرائيلية، إسحاق مولخو وعوزي آراد، موجودان في واشنطن منذ يومين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض بشأن إمكان تأليف لجنة تحقيق، إضافة إلى مستقبل سياسة الحصار المفروض على قطاع غزة.
بن إليعازر: الوضع في الخارج كارثة. عدت الآن من قطر ووضعنا في الحضيض
ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي في إسرائيل إشارته إلى أن إسرائيل معنية بالتوصل إلى تفاهمات واتفاقات مع الولايات المتحدة بشأن طابع التحقيق، بهدف ضمان تأييدها العلني للجنة التحقيق إذا قررت إسرائيل تأليفها. وبحسب الصحيفة، فإن الأميركيين معنيون بأن تضم لجنة التحقيق جهة دولية، وهم اقترحوا على الإسرائيليين مشاركة أميركية في التحقيق من أجل زيادة صدقيّته.
في هذه الأثناء، تواصلت عملية تبادل الاتهامات داخل المستوى السياسي بشأن المسؤولية عن الفشل الذي مُني به الاعتداء على أسطول الحرية.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن وزير عضو في محفل السباعية قوله إن «كل عملية اتخاذ القرارات في هذه القضية كانت غير سليمة». وأضاف أن «رئيس الحكومة قرر إغلاق هذا الموضوع بينه وبين وزير الدفاع، وهكذا لم يجرِ أيّ بحث جدّي في المجلس الوزاري أو في السباعية».
إضافة إلى ذلك، انتقد ثلاثة وزراء على الأقل، وفي مقدّمهم بنيامين بن إليعازر، القرار. وقال بن إليعازر: «الوضع في الخارج كارثة. عدت الآن من قطر، ووضعنا في الحضيض. أنتم لا تفهمون ماذا يحصل هنا. ليس لديكم فكرة كيف يهاجموننا».
وإضافة إلى الانتقادات التي وجهها عدد من الوزراء، أظهر استطلاع للرأي نُشر في «معاريف» أن غالبية الإسرائيليين، 62 في المئة، تعتقد أنه كان ينبغي وقف الأسطول بطريقة مغايرة.
وفي السياق، واصلت إسرائيل إصرارها على فرض روايتها للاعتداء. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المحافل الأمنية تقدّر أن العشرات ممن كانوا على متن السفينة التركية مزوّدون بوسائل قتالية متطوّرة وموزّعون على شكل مجموعات، لكلّ منها مهمتها الخاصة، بانتظار وصول القوات الإسرائيلية.
وادّعت «يديعوت» أنه «يظهر من التحقيق مع بعض المسافرين أن عدداً منهم هو على علاقة بمنظمات إرهابية، وأنه يجري فحص إمكان أن تكون لبعضهم علاقة بمنظمة القاعدة أو بحزب الله، وأن يكونوا قد جُنّدوا في تركيا».