أكدت الحكومة الكويتية، أمس، أنّه جرى توقيف أشخاص يشتبه في قيامهم بأعمال تجسس، غير أنّها لم تتهم إيران بالعلاقة مع أفراد هذه الشبكة المعتقلين. وقال وزير الإعلام، الناطق باسم الحكومة، محمد البصيري للصحافيين «هناك عدد من المشتبه فيهم يجري استجوابهم من قبل أجهزة الأمن». غير أنّه لم يوضح عدد هؤلاء الأشخاص أو جنسياتهم أو علاقاتهم الخارجية وطبيعة التهم الموجهة إليهم. واكتفى الوزير بإضافة أنّ التحقيق معهم لم ينته. وطالب وسائل الإعلام بـ«ضرورة تحري الدقة في نشر وبثّ أي معلومات تتعلق بأمن الدولة والتزام التعامل الوطني المسؤول معها والرجوع دائماً الى الجهات المعنية لأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية».
وكانت صحيفة «القبس» الكويتية قد قالت السبت إنّ سبعة من عناصر الخلية المفترضة يعملون لحساب الشرطة والجيش، وقد جمعوا معلومات عن قواعد كويتية وأميركية. وأوضحت الصحيفة ذاتها الأحد أنّ الخلية تضم ستة كويتيين وأربعة من غير محددي الجنسية «بدون» يعملون في الجيش. كما أشير الى تورط لبنانيين اثنين يعملان في الكويت، أحدهما كان يتولى تمويل أنشطة المجموعة. وتولى اللبناني الثاني تمرير المعلومات الى عنصر اتصال من الحرس الثوري الإيراني من خلال زيارات منتظمة لمدينتي مشهد وأصفهان، بحسب الصحيفة ذاتها. ونفت إيران نفياً قاطعاً أيّ علاقة لها بهذه القضية. ونقل موقع «عصر إيران» الإلكتروني أنّ السفير الإيراني لدى الكويت طلب على نحو «عاجل جداً» لقاء نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الشيخ محمد الصباح للرد على ما أثير عن علاقة شبكة التجسس بالسفارة والحرس الثوري الإيراني. ووفقاً لمصادر كويتية، فإن السفير علي جنتي ينتظر عودة محمد الصباح للقائه فوراً، وسيدلي عقب اللقاء بتصريحات عن موقف بلاده من تلك التقارير، ونفيها جملة وتفصيلاً والتأكيد على متانة العلاقات بين البلدين ومحاولة احتواء الأزمة الحالية.
وتحدث مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، عن وجود حملة على الحرس الثوري، كما نقلت عنه وكالة أنباء فارس. وقال «إنّ الحرس الثوري في طليعة الدفاع عن المصالح القومية لإيران، وهذه القوة تدفع الأعداء لاختلاق أخبار لا أساس لها».
ودعا نواب كويتيون أمس إلى طرد جنتي من البلاد وتجميد العلاقات مع طهران. فطلب النائب الإسلامي محمد هايف المعروف بمواقفه المناوئة لإيران تجميد كل الاتفاقيات مع طهران، كما دعا الحكومة الى استدعاء سفيرها في طهران وطرد السفير الإيراني من الكويت. وطالب الحكومة بتوضيح موقفها أو إثارة هذه القضية في مجلس النواب.
وطالب المتحدث باسم اللجنة البرلمانية للدفاع والداخلية، النائب المستقل، شعيب المويزري بطرد السفير الإيراني في حال ثبوت قضية التجسس. أما رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي فقد أبدى أمله في «ألا يوجد في إيران أو أيّ دولة أخرى مثل هذه الخلايا».
(أ ف ب، الأخبار)