محمد بديرجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهامه إيران بمحاولة إشعال فتيل حرب بين دمشق وتل أبيب من خلال ترويج «أكاذيب»، مرحباً في الوقت نفسه بأي إسهام في دفع عملية سلام بين الجانبين، لكن «من دون شروط مسبقة». وقال نتنياهو، خلال زيارة لقاعدة التدريبات التابعة لقيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال أمس، إن «محاولات إيران للتحريض على حرب بيننا وبين سوريا هي عمل يفتقر إلى أي أساس». وأضاف: «ليس هناك أي أساس لهذه الأقوال، فإسرائيل ليس لديها أي نية لشن حرب، والأمر عبارة عن ترويج أكاذيب لإثارة التوتر». وتابع: «إن وجهة إسرائيل نحو السلام، نحن نريد الاستقرار والسلام، وليس لدينا أي نية لمهاجمة جيراننا، خلافاً للشائعات الفارغة».
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات نتنياهو بأنها محاولة «لتخفيف التوتر مع سوريا» في ظل التصعيد الكلامي الذي شهدته الفترة الأخيرة على خلفية اتهام تل أبيب لدمشق بنقل صواريخ «سكود» إلى حزب الله.
ورداً على سؤال لصحافيين، تطرق نتنياهو إلى احتمالات استئناف محادثات السلام مع سوريا عقب زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إلى دمشق. وقال: «سنتقبل بالترحاب أي إسهام لدفع عملية السلام، وأي خطوة فعلية يقوم بها جيراننا لتهدئة المنطقة والدخول في عملية سياسية، بما في ذلك سوريا». لكنه أضاف أن «المحادثات يجب أن تجري من دون شروط مسبقة، فالطريق إلى السلام هي عبر المحادثات، وهذه هي نيتنا، سواء مع الفلسطينيين أو السوريين». وشاهد نتنياهو، خلال جولته، تدريبات عسكرية، بحضور رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي وقائد المنطقة غادي آيزنكوت. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أشكنازي أدلى هو الآخر بتصريحات تهدئة. وأوضح أن التمرين اعتيادي، وليس رسالة موجهة إلى أي طرف. وفيما كان نتنياهو وأشكنازي يطلقان رسائل التهدئة، شنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، هجوماً على سوريا، متهماً إياها بتعريض جنوب شرق آسيا للخطر من خلال تعاونها مع كوريا الشمالية. وقال ليبرمان، خلال زيارته اليابان، إن «التعاون بين سوريا وكوريا الشمالية يعرض استقرار جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط للخطر، لأن هذا التعاون يتنافى وجميع المعايير على الحلبة الدولية».
وأضاف ليبرمان أن «التعاون بين دمشق وبيونغ يانغ لا يرتكز على التنمية الاقتصادية، بل على التزود بأسلحة الدمار وتهريب الأسلحة». واستذكر ضبط الطائرة الكورية الشمالية في مطار بانكوك أخيراً، حيث عثر على متنها على كمية كبيرة من الأسلحة، مدعياً أنها كانت موجهة إلى حركة حماس وحزب الله.
وكانت الطمأنات الإسرائيلية لسوريا قد تكررت خلال الآونة الأخيرة خشية ممّا وصفته تقارير إعلامية عبرية بـ«الحسابات الخاطئة» التي قد تقود إلى تفجير الأوضاع على الجبهة الشمالية لإسرائيل. وكان الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، قد طلب من نظيره الروسي، ديمتري مدفيديف، في موسكو الأحد الماضي، إيصال رسالة إلى دمشق مفادها أن إسرائيل غير معنية بتسخين الحدود معها. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بيريز قوله لمدفيديف: «إننا نتابع بأعين مفتوحة تهريب الصواريخ من سوريا إلى حزب الله، وهناك تفسير واحد لهذا الأمر، هو أنه محاولة سورية لتسخين وتصعيد (الأوضاع) على الحدود الشمالية». وفي السياق، رأت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن «تزويد سوريا حزب الله بصواريخ سكود يشير إلى استعداد دمشق لمنح الحزب أدوات مستقلة ذات قدرات بعيدة المدى وإتاحة المجال أمامه للعمل بحسب تقديراته وتقديرات الإيرانيين حتى على نحو يعرّض سوريا للخطر». ودعت إلى تعقّب إمكان أن تقوم سوريا بتزويد الحزب بأنظمة دفاع جوي متطورة مشددة على ضرورة منع حصول ذلك «ولو بالقوة، بواسطة هجوم استباقي».