هيمنت المفاجأة التي فجّرها رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، في إعلانه تأييده لتولّي إياد علاوي مهمة تأليف حكومة جديدة للبلاد، على ما سواها من تطورات عراقية، مثيرة احتمال تفكك التحالف «الشيعي ــ الكردي»
بغداد ــ الأخبار
رحّبت القائمة «العراقية»، بتصريحات رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، أول من أمس، بشأن تأييده لمنحها فرصة تأليف الحكومة، لكونها الكتلة الفائزة. وأكّدت قائمة إياد علاوي أن ذلك «سيعيد ترتيب خريطة المفاوضات السياسية لتأليف الحكومة»، فيما رأت كتلة «دولة القانون» أن أي فصيل سياسي يعترض على ترؤس نوري المالكي الحكومة الجديدة، «يمكن تحييده، بما أنه سيذهب للبرلمان كتلةً معارضة»، في إشارة إلى احتمال عدم تحقق التحالف الشيعي ـــــ الكردي.
وقال القيادي في «العراقية»، عبد الكريم السامرائي، إن «القائمة العراقية ترحب بتصريحات رئيس إقليم كردستان، لأننا الكتلة الأكبر الفائزة في الانتخابات».
وكان البرزاني قد حذّر، أول من أمس، من وقوع العراق في «اضطراب طويل وعميق إذا لم تتوصل المكونات الكبرى إلى حل المشكلات الرئيسية في ما بينها قبل انسحاب القوات الأميركية» في نهاية آب المقبل، مشدّداً على أنّ «الطريق الوحيد للخروج من الأزمة، هو احترام الدستور والنتائج، وإعطاء علاوي فرصة محاولة تأليف الحكومة باعتباره ممثل الكتلة الفائزة».
في المقابل، أشار النائب عن «دولة القانون»، المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ، إلى أن «الأكراد، إذا أرادوا أن يذهبوا للتحالف مع العراقية فلهم ذلك»، محذراً في الوقت نفسه من أنّ ذلك سيلزمهم بـ«الذهاب للبرلمان ككتلة معارضة»، في إشارة إلى أنّ المالكي هو من سيؤلف الحكومة، وهو أبرز كلام يصدر عن «دولة القانون» يوحي باحتمال عدم استمرار تحالف الائتلاف الشيعي مع التحالف الكردستاني.
«العراقية»: السيستاني على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية
في المقابل، سارع علاوي إلى زيارة المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف. وقال، خلال مؤتمر صحافي عقب اللقاء، إن «المرجعية الدينية تطالب بتأليف حكومة وطنية يشارك فيها الجميع من دون إقصاء أو تهميش». كذلك أكّد استعداده الكامل للقاء المالكي، الذي كان يجدر أن يحصل يوم السبت الماضي في منزل الرئيس السابق للحكومة إبراهيم الجعفري، من دون معرفة أسباب إلغاء الاجتماع. وعن هذا الموضوع، علق علاوي قائلاً: «كنت قد عرضت على المالكي أن نجتمع، وتقرر أن يكون الاجتماع يوم السبت، لكنه لم يُعقَد»، وأوضح أنه قطع سفرة مهمة بالنسبة إليه «لعقد الاجتماع نظراً لأهميته». وتابع: «أُبلغت عند السابعة والنصف من مساء الجمعة، بتأجيل الاجتماع من المالكي»، معرباً عن «استغرابه لطلب المالكي التأجيل، من دون معرفة الأسباب». لكنه عاد وأكد أنه «مستعد للقاء المالكي»، وأن اللقاء بينهما «سيعود بالمصلحة للعراق والعراقيين، وسيسهم في الإسراع بتأليف الحكومة المقبلة».
وكان علاوي قد وصل، صباح أمس، إلى النجف، يرافقه وفد من قائمته يضم القيادي فيها، نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته طارق الهاشمي، ورافع العيساوي وعدنان الدنبوس وراسم العوادي وحسين الشعلان. وجزم الهاشمي بأنّ المرجعية «أكدت وقوفها على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية، وعدم رغبتها بفرض إرادتها على أحد».
من جهته، رأى العيساوي أنّ «وقوف المرجعية الدينية على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية، يُعدّ مكسباً للقائمة العراقية، لكي لا يدّعي أحد أنه مقرب منها».
في هذه الأثناء، كشفت مصادر مطلعة على اجتماعات ائتلافي «دولة القانون»، و«الوطني الموحَّد»، عن اتفاق على اختيار الجعفري زعيماً لتحالف الائتلافين.
على صعيد آخر، قدّم أوّل سفير عراقي في القاهرة منذ نحو عشرين عاماً، نزار عيسى الخير الله، نسخة من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط.
ميدانياً، قُتل جندي أميركي قرب مدينة الموصل.