خاص بالموقع - رأى الرئيس السوري بشار الأسد، أنه «إذا كانت إسرائيل مستعدة لإعادة الجولان، فلا يمكننا أن نقول لا لاتفاقية سلام، لكن السلام الحقيقي لا يمكن أن يضمنه سوى اتفاق شامل»، مشيراً إلى أنّ أي اتفاق محدود بين سوريا وإسرائيل «سيبقي المشكلة الفلسطينية من دون حل، وسيكون هدنة أكثر منه سلاماً».وقال الأسد، في مقابلة مع صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية، نشرتها أمس، إنّ «منطقتنا تشهد ولادة تحالف تفرضه المصالح المشتركة وتتوافق ضمنه السياسات والمبادئ والمصالح»، لافتاً إلى أنّ «فضاءً وحيداً بدأ يتبلور يجمع بين خمسة بحار، هي: البحر المتوسط وبحر قزوين والبحر الأسود والخليج العربي والبحر الأحمر، أي مركز العالم».
وأوضح الأسد أنّ إسرائيل «تعرف تماماً متطلبات السلام، وتعرف أن السلام مع سوريا لن يتحقق من دون إعادة الجولان حتى آخر سنتيمتر، وأن الأرض لا يمكن المساومة عليها، ولا بد من إعادتها بالكامل».
وبشأن موقف الحكومة الإسرائيلية من السلام، جدد التأكيد أنّ الدولة العبرية «ليست جاهزة الآن لعقد اتفاق سلام، ولا تستطيع فعل ذلك، فالمجتمع الإسرائيلي تحول كثيراً نحو اليمين».
ورأى أن الأمل بتحقيق السلام «يعود لفقدان إسرائيل واحداً من روادعها الأساسية، حيث كانت حتى الآن تعتمد على قوة السلاح، مرددة أنه لا يهمها أن يحبها العالم، بل المهم هو أن يخافها». وأضاف الأسد: «والآن، على الرغم من قوتها العسكرية، فإن العرب لا يخافونها».
وفيما أوضح الرئيس السوري أنّ حل مشاكل المنطقة «يقع على عاتق دولها، ولم نعد نؤمن بدور الدول الأخرى، وإذا أراد أحد أن يساعدنا فأهلاً وسهلاً»، فقد ميز بين شخص الرئيس باراك أوباما، وأميركا الدولة». فأوباما، وفق الأسد، «نياته طيبة والمناخ قد تحسن بالتأكيد، ورُفع الحظر عن انضمام سوريا إلى منظمة التجارة العالمية، لكن هناك أيضاً الكونغرس واللوبي اللذين يتدخلان في علاقاتنا بإيجابية تارة، وبسلبية تارة أخرى».
ورداً على سؤال عن شكل العالم الذي يراه، أجاب الأسد بأنّ «هناك تغيراً تاريخياً، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في دول أخرى مثل الصين والبرازيل التي لم تعد تنتظر تسلم أدوارها من أميركا». وتابع: «في منطقتنا، هناك ولادة تحالف تفرضه المصالح المشتركة، أي فضاء تتوافق ضمنه السياسات والمبادئ والمصالح، وهي خريطة جديدة يعززها أيضاً الجوار الجغرافي، وعلى هذه الأسس تتحرك القوى الإقليمية وتلك الصاعدة».
واستطرد قائلاً إن «سوريا وإيران وتركيا وروسيا أيضاً، دول تعمل على الترابط في ما بينها حتى عملياً من خلال أنابيب الغاز والنفط والسكك الحديدية وشبكات المواصلات وأنظمة نقل الطاقة الكهربائية، وهو إطار كبير واحد يجمع ضمنه خمسة بحار، ونتحدث هنا عن مركز العالم من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب».
وفي ما يتعلق بالشكوك الأميركية الغربية إزاء الاتفاق الإيراني ــ التركي ــ البرازيلي، ردّ الرئيس السوري بأنّ «ذلك يجعلنا متشككين بأن الغرب لا يود حل المشكلة، ونحن قلقون في المنطقةـ لأن ما سيُفرَض على إيران سيسري أيضاً على الآخرين».

(سانا)