بعد رسالة إسماعيل هنية إلى الإدارة الأميركية، يبدو أن خطوط الاتصال بين واشنطن و«حماس» مفتوحة، لكن في إطار سري، بحسب ما يؤكد خالد مشعل
كشف رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، أن مبعوثين أميركيين يجرون اتصالات بصورة غير علنية مع الحركة، واتهم الولايات المتحدة بعدم التحلي بالشجاعة الكافية للقيام بذلك علناً.
وأشاد مشعل، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية نشر أمس، بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لعقده اجتماعاً معه في دمشق وبالرئيس السوري بشار الأسد على استضافته لهذا الاجتماع قبل عشرة أيام، مبدياً ثقته بأن الجميع «سيدرك في المستقبل القريب جداً أنه يتعين عليهم التعامل مع حماس».
وأضاف مشعل أن العديد من المسؤولين الغربيين «يقرون بفشل الحصار المفروض على قطاع غزة، وأن الوقت حان لإنهائه مع تحول موازين القوى في المنطقة وبروز إيران وتركيا وسوريا قوىً إقليمية، وانهماك مصر في خضم معركة الخلافة التي من شأنها أن تشلّ دورها بوصفها لاعباً إقليمياً، ما أدى في النتيجة إلى خسارة إسرائيل لقوتها لفرض شروط على القيادة الفلسطينية الضعيفة في رام الله».
ورأى مشعل «أن شعور إسرائيل بانحسار نفوذها جعلها بحاجة إلى شنّ حرب جديدة، لكنها مقيدة بفعل الشكوك الذاتية، لأن هجماتها على حزب الله في لبنان عام 2006 وعلى حركة حماس في غزة عام 2009 جعلت المنظمتين أكثر قوة سياسياً وعسكرياً». وقال: «إن إسرائيل تجري حالياً مناورات عسكرية لتهديد حماس وحزب الله وسوريا، لأنها بحاجة إلى حرب، لكن اختيار الجبهة للقتال لن يكون نزهة، وهذا يعكس وجود أزمة في إسرائيل التي لا تريد السلام، لكن خيار الحرب لن يكون سهلاً بالنسبة إليها، وقد تميل إلى ضرب غزة مرة أخرى لأنها قد تبدو الخيار الأسهل بالنسبة إليها».
وانتقد مشعل تعامل الإدارة الأميركية مع جهود المصالحة الفلسطينية، وقال «إن الرئيس باراك أوباما تراجع في غضون أشهر عن الوعود التي قطعها في خطابه الشجاع في القاهرة، فيما يعترض مسؤولو إدارته بقوة على الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق بين حركتي فتح وحماس بشأن تأليف حكومة وحدة وطنية». وأضاف أن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل «أبلغ السلطة الفلسطينية ومصر أن الولايات المتحدة ستقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية إذا ما وافقت على تأليف حكومة وحدة وطنية مع حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة».
(يو بي آي)