اجتاحت المسيرات والتظاهرات الغاضبة شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة بعد إعلان استهداف الجيش الإسرائيلي لأسطول الحرية، فيما أجمع المسؤولون الفلسطينيون على إدانة «العدوان الإسرائيلي المركب» بحق المتضامنين.وفي الضفة الغربية، تجمّع عشرات الفلسطينيين في دوار المنارة برام الله وسط هتافات تطالب المجتمع الدولي بمعاقبة إسرائيل.
وشهد حاجز قلنديا تظاهرة مماثلة تحولت إلى مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من المشاركين على الأقل، بينهم ناشطة أميركية.
وفي قطاع غزة، شهدت ساحة المجلس التشريعي مسيرات دعت إليها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وشهدت مدينة خان يونس مسيرة مماثلة، فيما نظمت هيئة العمل الوطني اعتصاماً أمام مقر الصليب الأحمر في المدينة. وانطلقت مسيرات حاشدة إلى موقع ميناء غزة قبل أن تتوجه إلى مقر الأمم المتحدة.
وعلى الصعيد الرسمي، سارعت الحكومة الفلسطينية المقالة إلى عقد اجتماع طارئ. وأكد رئيس الوزراء، إسماعيل هنية، أن مجزرة الأسطول «جريمة مركبة وفضيحة سياسية وإعلامية».
وأطلق هنية اسم «يوم الحرية» على يوم أمس «تكريماً وتخليداً للمشاركين والمتضامنين». كذلك «قرر منح كافة المتضامنين وسام شرف ووسام كسر الحصار ليظل هذا الوسام يخلد معاني العز والبطولة والتضحية والفداء». وطالب باعتبار يوم غد إضراباً شاملاً في الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جهتها، دعت حركة «حماس»، الشعوب إلى الانتفاض في كل بقاع الأرض وخاصة أمام السفارات الإسرائيلية.
وأجرى رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، ­ ­اتصالات مكثفة مع عدد من الزعماء والمسؤولين العرب، للتباحث في أبعاد «مجزرة الحرية»، فيما توقع القيادي في الحركة، محمود الزهار، أن تتأثر العلاقات التركية الإسرائيلية «لأن تركيا لم ولن تقبل في يوم من الأيام بالإهانة، وهذه ليست قضية عابرة».
أما رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فوصف الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية بأنه «مجزرة» و«عدوان مركب»، مشيراً إلى أن «قرار ضرب المتضامنين العزل واحتجازهم على الموانئ الإسرائيلية كان متخذاً من القيادة الإسرائيلية مسبقاً». وأعلن الحداد ثلاثة أيام في وقتٍ أجرى فيه سلسلة من الاتصالات مع كل من نظيره التركي عبد الله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون والإدارة الأميركية، مؤكداً ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل.
وفيما رأى رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، أن الرد على الجريمة يكون بـ«إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة»، أعلن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، البدء باتصالات مع جامعة الدول العربية ومجلس الأمن لعقد اجتماعات عاجلة.
من جهتها، رأت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في المجزرة الإسرائيلية «جريمة لا يمكن تبريرها بأي صورة كانت».
أما حركة «فتح»، فرأت أن الهجوم يمثّل «جريمة حرب»، فيما حمّلت القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية النظام في مصر «على نحو خاص» ما جرى لـ«أسطول الحرية»، ودعته إلى «فتح معبر رفح».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)